السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ايها الاخوة والاخوات حياكم الله جميعا ومرحبا بكم مجددا بهذه الحلقة من تفسير سورة المائدة مع قول الله جل جلاله بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون ان الله جل وعلا يخاطب عباده الذين نهاهم في الاية السابقة ان يحرموا طيبات ما احل الله لهم نهاهم في المقابل ان يستحلوا ما حرمه الله عليهم فكلا طرفي قصد الامور ذميم ان الذي نهى عن تحريم الطيبات نهى عن استباحة المحرمات ثم بكى طائفة من المحرمات التي درج القوم على استباحتها من قبل ثم جاء البلاغ الالهي بتحريمها الخمر الميسر الانصاب الازلام الخمر ما خامر العقل اي غطاه اي اذهب اي ستره اسكره ومنه خمار المرأة لانه لانها تغطي به رأسها الخمر شرعا ما اسكر قليله او كثيره هذا القول القاصد الصراط المستقيم ما اسكر كثيره فقليله حرام كل مسكر خمر وكل خمر حرام كل مسجد خمر وكل خمر حرام ايا كانت المادة التي اتخذ منها الخمر اتخذ من العنب اتخذ من التمر اخذ من الحنطة اتخذ من الشعير ليست العبرة بالمادة التي استصنع منها بل العبرة بالنتيجة ما اسكر كثيره. فقليله حرام. لان حفظ العقول احد مقاصد الشريعة لقد جاءت الشريعة بحفز كليات كبرى خمسة حفز الدين وحفز وحفز العقل وحفز العرض وحفز المال ان الله جل وعلا بين في هذه الاية الكريمة تحريم الخمر تحريما قاطعا وقد اكد على هذا التحريم من وجوه عدة من اكثر من وجه لم يأتي تغليظ ولا تأكيل على التحريم في كتاب الله عز وجل كما ورد في هذه الاية الكريمة لقد جعل الخمر والميسر رجسا وكلمة رجس انما تدل على غاية القبح والخبث ومن اجل هذا اطلقت على الاوثان فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور فهي اسوأ مفهوما من كلمة الخبيث وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم او بين ان الخمر ام الخبائث الامر الثاني انه قال انما هذه تدل على الحصر للمبالغة في ذمها كأن الخمر ليست الا رجسا من عمل الشيطان الامر الثالث انه قرنها بالانصاب والازلام التي هي اعمال وثنية وقد جاء في الحديث مدمن الخمر ان مات لقي الله كعابد وثنى الرابع جعل من عمل الشيطان الامر الخامس انه جاء الامر بتركهما بلفظ الاجتناب فاجتنبوه ومادة الاجتناب ابلغ من مادة الترك لانها تفيد الامر بالترك وزيادة وهي البعد عن المترور ان يكون التارك في جانب وان يكون المتروك في جانب اخر ومن اجل هذا كان تعبير القرآن الكريم بالاجتناب في الشرك اذ فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور في اجتناب الطاغوت ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم. لان بعض دعاة الاستنارة وبعض دعاة الحداثة قولون لم يرد نص صريح في تحريم الخمر. وانما قال فاجتنبوه ولم يقل حرمت عليكم الخمر ان دلالة الامر بالاجتناب ابلغ من دلالة مجرد الامر بالتحريم او الترك لانها تفيد الترك والزيادة البعد عن المترو لا تقترب منه بحال ان تكون في جانب وان يكون هو في جانب اخر ثم بين انها مسار للعداوة والبغضاء وهما شر المفاسد الدنيوية المتعدية الى انواع من القبائح والمعاصي جعلهما صادين عن ذكر الله وعن الصلاة والصلاة رح الدين وعماده ثم اكد وحذر فقال واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا ثم قال فان توليتم فانما على رسولنا البلاغ المبين. ليس عليه الا البلاغ. اما امر العقاب فمرده الينا علينا نحن الحساب والعقاب وسترونه في ابانه فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب لم يرد تأكيد في تحريم شيء في القرآن الكريم كما ورد في التأكيد على تحريم هذه المناكر الاربعة الكبرى انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان الخمر لم تحرم جملة واحدة لم تحرم دفعة واحدة لقد كانت مستشرية بالمجتمع العربي الوثني وكان تحكمها فيهم وسيطرتها على نفوسهم الى اقصى درجات التحكم والسيطرة وكانوا يمجدونها شعرا ونثرا وبلغ من حماقة بعض شعرائهم ان يقول اذا مت فادفني الى جنب كرمة عنب نعم تروي عظامي بعد موتي عروقها ولا تدفنني بالفلات فانني اخاف اذا ما مت الا اذوقها يوصي انه بعد موته يدفن جسده بجوار شجرة عنب كرم لكي تروي عروقها عظامه بعد موته حتى قالوا ان هذين البيتين احمق بيتين قالتهما العرب احمق ابلغ بيتين ادخل بيتين في باب الحماقة اذان البيتان اذا مت فادفني الى جنب كرمة تروي عظامي بعد موتي عروقها ولا تدفنني بالفلات فانني اخاف اذا ما مت الا اذوقه القرآن الكريم هديه في التشريع التدرج نزل اول ما نزل سورة من المفصل بهذا الكون الجنة والنار فلما ثاب الناس الى الاسلام تنزل الحلال والحرام كما تقول امنا عائشة ولو تنزل اول ما تنزل لا تقرب الخمر لقالوا لا ندع الخمر ابدا لكن جاء احياء الايمان جاء جمع القلوب على عبادة الله وحده واذ جاءوا مراقبته جل جلاله ثم رتب على ذلك توجيه التكاليف الشرعية بحلالها بالقرآن المكي جاء قوله تعالى ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا فيه ايماءة لطيفة انه وصف الرزق بالحسن لكن لم يصف السكر بكونه حسنا تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ايماءه لطيفة الى ان في السكن ما ما ينفر منه ثم تركها على هذا النحو ولا يزال الناس يشربون وفي المدينة تنزل قول الله جل جلاله يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما هذه اشارة اخرى الى قبح الخمر وتهيئة لتركها وتمهيد لمنعها بالكلية ان الشيء اذا زاد ضرره على نفعه. ازا زاد اثمه على نفعه ينبغي لذوي الفطره السليمة والعقول السوية ان يجتنبوه ولكن مع هذا لم يعزم عليهم فيها بشيء ثم بعد هذا تنزل قول الله سبحانه يا ايها الذين امنوا امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون. لقد ورد في سبب نزولها ان بعض الصحابة كانوا في مجلس لهم شربوا ثم قاموا الى الصلاة واثار السكر لا تزال فيهم. فوقف احدهم يصلي قل يا ايها الكافرون اعبد ما تعبدون. بدلا من ان يقول لا اعبد ما تعبدون. لم يستطع ان ينطق لا اعبد بل قال اعبد ما وفي هذا شرك وكفر لمن قصده وهو عاقل واع مدرك فنزل قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولكن جنبا الا عابر سبيل حتى تغضب وعمر يقول اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا مفسدة للعقول ومذهبة للاموال ولصحة الابدان. اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فجاء البيان القرآني الشافي وجاء البلاغ المبين في هذه الاية الكريمة. يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون قال الصحابة انتهينا يا ربنا انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء بالخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة. فهل انتم منتهون؟ قالوا انتهينا ربنا. امتلأت شوارع المدينة وطرق اوقاتها بالخمرة المراهقة. استجابة لامر الله جل جلاله هذا هو هدي القرآن الكريم في التدرج بالبشر في باب التشريع وفي سوقهم الى ربهم سوقا رفيقا ثم استقر تحريم الخمر فمدمن الخمر. ان مات لقي الله كعابد وثن ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها يوم القيامة يحرمها يوم القيامة. ولا يجتمع شرب الخمر مع الايمان ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن وبين النبي صلى الله عليه وسلم انه ان الله قد لعن في الخمر مش تراه لعن الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة اليه. كل هؤلاء ملعونون على لسان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وفي الحديث الاخر لا يشرب الخمر رجل من امتي فيقبل فيقبل الله منه صلاة اربعين يوما لا يثيبه عليها بحال من الاحوال واتفقت الامة على ان عقوبة شارب الخمر الجلد واختلفوا هل حد سكري اربعون جلدة ام ثمانون؟ ام ان الاربعين حد وبقية الثمانين تعزير يترك امره الى الامام هذا تفصيل يرجع اليه في كتب الفقه عندما يمن الله على امة محمد باقامة الشريعة وتطبيق حدودها في باب العقوبات لكن اتفاق الامة على ان العقوبة هي الجلد والاختلاف هل اربعون جلدة ام ثمانون جلدة؟ ام ان الاربعين حد وبقية الثمانين تعذير؟ هذا خلاف يرجع اليه في كتب الفقه يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر ايه الميسر المغالبات المقامرات كل عقد يدور بين الغنم او الغرم لا يخلو اطرافه من غنم او غرم ويكون والموحد الطرفين هو غرم الطرف الاخر وكل انواع المغالبات والمراهنات كلها من من الميسر المحرم الذي حرمه الله ورسوله لا يستثنى الا ثلاثة امور لا سبق الا في نصل او خف او حافر استسنت الشريعة المراهنات في المناضلة بالسهام والمسابقة على الابل او الخيول. لان هذه ادوات جهاد في سبيل الله اما كل مراهنة وراء ذلك مغالبة يقول لك راهني قامرني تراهني كل هذه الصيغ انما هي تمهل طريقا الى معصية الله عز وجل تفضي باصحابه الى سخطه والى عذابه. ما لم يمن الله عليهم بتوبة صادقة جل جلاله المسابقات المليونية من يربح المليون وقد زكمت انوف الناس برائحتها وشغلت مساحات واسعة بالاعلام المعاصر كل هذه من الميسر المحرم الذي حرمه الله ورسوله شخص بيعمل اه مكالمة بقيمة غالية على امل ان يشترك على امل ان ينجح فهو لم يكن الامر الا اما ان يغرم واما ان يغنم. وكل معاملة تدوم بين الغرم او الغنم ويكون غرم احد الطرفين غنم الطرف الاخر فهذا من الميسر الذي حرمه الله ورسوله انما الخمر والميسر والانصاب جمع نصب حجر يعبد من دون الله او ينصب ليذبح عنده الذبائح التي تذبح وما ذبح على النصب انما الخمر والميسر والانصاب والازلام. الازلام جمع زلم وهي قداح كانوا يستقسمون بها استخارة جاهلية. انا عندي الاستخارة شرعية وعندهم استخارة جاهلية. الاستخارة الجاهلية ان يأتي احدهم الى هذه سهام مكتوب عليها افعل لا تفعل واحدهما غفل فارغ ليس فيه شيء او يكتب على احدها امرني ربي نهاني ربي والثالث فارق ليس فيه شيء فهو الاستقسام اي طلب ما قسم طلب معرفة الخير او الشر من خلال هذه الوسيلة. محاولة لتصور حوائط الغيب والله جل وعلا جعل ذلك رجسا من عمل الشيطان وان تستقسموا بالازلام ذلكم فسق وقد ابدلنا الله جل جلاله لاستخارة الشرعية اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول اللهم اني استقيلك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم الى اخر ما جاء في حديث الاستخارة وبالمناسبة لا يوجد ارتباط حتمي بين الاستخارة والرؤية يقول لك لنستخير ونام لعلي ارى رؤيا آآ يعني تبشرني فتدفعني الى الاقدام او تنذرني فتردني الى الاعجاب وليس هناك ارتباط حتمي بين الاستخارة والرؤيا هذا قد يحدث والرؤية بشارة الرؤية الصالحة تسره ولا تغره. وتكون بشارة ويقذف الله بها في قلب عبده ما شاء لكنها ليست بشرط لمن وضعي الشرعي الصحيح ان تستخير ربك ثم تقدم فان كان خيرا يسره الله وانت يده الاخرى صرفه سيضع في طريقك عقبات يعني كثيرات. ان يسر كانوا يقولون التيسير علامة الاذن التيسير علامة الاذن اردت ان تتزوج تاجر بيت تشتري بيت تدخل في تدخل في مشروع استخر ربك جل جلاله ثم امضي ان وجدت الاسباب ميسرة والابواب مفتحة فهذه علامة على الاذن وبشرى بالخير في هذا الموضوع ان وجدت الابواب موصدة وجدت السبل معقدة فهذه ايماءة واشارة الى ان تصرف عنان القصد عن هذا الموضوع في فرق ارجو ان لا نخلط ما بين القرعة والاستقسام بالازلام القرعة مشروعة وسيلة مشروعة لتمييز الحقوق حقوق موجودة والقرعة وسيلة لتمييزها نبي صلى الله عليه وسلم كان اذا سافر يقرع بين نسائه فايتهن خرج سهمها يصطحبها معه في سفره صلوات ربي وسلامه عليه. فارجو الا نخلط ما بين ما بين الاستقسام بالازلام استخارة الجاهلية التي بين الله انها فسق وانها رجس من عمل الشيطان وبين القرعة كوسيلة شرعية مقبولة لافراز الحقوق انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصواب اعظم المفاسد اثارة العداوة بين الناس الصد عن ذكر الله وعن الصلاة ان الاشياء الاقوال الاعمال التي تثير العداوة والبغضاء بين الناس. والتي تصد عن ذكر الله وعن الصلاة. لابد ان تكون قد بلغت من القبح ومن الشر ومن الفساد غاية كبيرة ينبغي للعقلاء ان يمتنوا عنها وان يتحاشوها ما اسطاعوا ما استطاعوا الى ذلك سبيلا انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم ام تهون فالصحابة قالوا انتهينا ربنا انتهينا ربنا ثم قال تعالى واطيعوا الله واطيعوا الرسول احذروا تنبيه تهديد امر بطاعة الله جل جلاله امر مطاعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما سبق بيانه وفيما سيأتي في المستقبل من اوامر ونواهي لقد سبق لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم وفي المقابل لا تستبيحوا ما حرم الله عليكم. ومن جملة ما حرمه الخمر والميسر والانصاب والازلام واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا. فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او طيبهم عذاب اليم فان توليتم ان ادبرتم ان عصيتم ان ركبتم متن العناد فاعلموا ان ما على رسولنا البلاغ المبين. وقد بلغ الرسالة وقد ادى الامانة ادى ما عليه انما عليك البلاغ وعلينا الحساب سوف يصيبكم نصيبكم من العذاب في ابانه ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما واجل مسمى فالله جل وعلا حليم لا يستفزه الطغيان من طغى ولا اباء من ابى عنده بميقات وبمقدار معلوم جل جلاله ثم قال تعالى ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا صحابة عندما تنزل تحريم الخمر قالوا فما بال اخواننا الذين ماتوا وفي بطونهم الخمر ورفع الله عنهم الاثم لانه لا يثبت حبه حكم الخطاب في حق المكلف الا اذا بلغ ومن باب اولى لا يثبت قبل نزوله ابتداء هذا هؤلاء ماتوا قبل تحريم الخمر يعني من العدل الرباني الا يؤاخذهم على امر لم يسبق فيه بلاغ منه جل جلاله ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وامنوا ثم اتقوا ما داموا مستقيمين على على امر الله في حدود ما بلغ اليهم من امر الله لم يتجانفوا الى اثم لم يتوجهوا الى اقتراف سيئة من السيئات فليس عليهم جناح فيما مضى من تعاطيهم للخمر قبل ان يتنزل البلاغ القرآني بتحريمها ايضا هذه تشمل من زلت به القدم فشرب الخمر ثم تاب الى الله جل وعلا واناب فان التوبة تجب ما قبلها وان التائب من الذنب كمن لا ذنب له في زمن عمر صحابي جليل وهو قدامى ابن مزعون شرب الخمر متأولا هذه الاية عندما جيء به ليقام عليه الحد فقال له فقال لي عمر لو كنت لو كنت شربتها كما تقولون فليس لكم سبيل لاقامة الحد عليه لما قال لان الله يقول ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وامنوا ثم اتقوا واحسنوا. فانا من الذين اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات لقد شهدت بدرا واحدا والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم فمن اولى مني بهذا الوصف ان اكون من الذين اتقوا وعملوا الصالحات قال اخطأت التأويل يا قدامى لو اتقيت الله لاجتنبت ما حرمه الله بهذا لا يصلح عذر لك ثم اقام عليه الحد وكان بينهما خصومة ثم انتهى الامر الى صلح ومسالمة بعد ذلك في حجة حجها عمر فيما بعد وكان معه قدامى ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وامنوا ثم اتقوا واحسنوا والله يحب المحسنين الاتقاء الاول بالايمان بالله عز وجل. نعم بقبول ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا لخبره وانقيادا لشرعه وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا صدقا في اخباره وعدلا في احكامه جل جلاله ثم اتقوا وامنوا بالاستقامة على التزام الحلال واجتناب الحرام فان الايمان لابد ان يصدقه العمل فان الايمان ما وقر في القلوب وصدقته الاعمال ليس بالتمني ولا بالتحلي وانما ما وقر في القلب وصدقه العمل. فهو قول وعمل يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ثم اتقوا واحسنوا تحسان المراقبة ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. والله يحب المحسنين. جل جلاله فهذه قضية الايات الكريمات التي ورد فيها النهي عن الخمر والميسر والانصاب والازلام وما بين فيها من ان هذه المناكر الاربعة رجس من عمل الشيطان. وما جاء من الامر باجتنابها ومن بيان ان ذلك مناط الفلاح فاجتنبوه لعلكم تفلحون نكتفي بهذا القدر في هذا اليوم ان شاء الله. ونلتقي بكم في الغد في نفس التوقيت ان شاء الله لكي نتابع معا تفسير سورة المائدة وحتى نلتقي استودعكم الله تعالى وسلام الله عليكم ورحمته