المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث الثامن عشر عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الظلم ظلمات يوم القيامة متفق عليه قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه هذا الحديث فيه التحذير من الظلم والحث على ضده وهو العدل والشريعة كلها عدل امرة بالعدل ناهية عن الظلم قال تعالى قل امر ربي بالقسط ان الله يأمر بالعدل الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولى اولئك اولئك لهم الامن وهم فان الايمان اصوله وفروعه باطنه وظاهره كله عدل وضده ظلم فاعدل العدل واصله الاعتراف واخلاص التوحيد لله والايمان بصفاته واسمائه الحسنى واخلاص الدين والعبادة له واعظم الظلم واشده الشرك بالله كما قال تعالى وذلك ان العدل وضع الشيء في موضعه والقيام بالحقوق الواجبة والظلم عكسه فاعظم الحقوق واوجبها حق الله على عباده ان يعرفوه ويعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم القيام باصول الايمان وشرائع الاسلام من اقام الصلاة وايتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت الحرام والجهاد في سبيل الله قولا وفعلا والتواصي بالحق والتواصي بالصبر ومن الظلم الاخلال بشيء من ذلك كما ان من العدل القيام بحقوق النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من الايمان به ومحبته وتقديمها على محبة الخلق كلهم وطاعته وتوقيره وتبجيله وتقديم امره وقوله على امر غيره وقوله ومن الظلم العظيم ان يخل العبد بشيء من حقوق النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الذي هو اولى بالمؤمنين من انفسهم وارحم بهم وارأف بهم من كل احد من الخلق وهو الذي لم يصل الى احد خير الا على يديه ومن العدل بر الوالدين وصلة الارحام واداء حقوق الاصحاب والمعاملين ومن الظلم الاخلال بذلك ومن العدل قيام كل من الزوجين بحق الاخر ومن اخل بذلك منهما فهو ظالم وظلم الناس انواع كثيرة يجمعها قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان دمائكم واموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا فالظلم كله بانواعه ظلمات يوم القيامة يعاقب اهله على قدر ظلمهم ويجازى المظلومون من حسنات الظالمين فان لم يكن لهم حسنات او فنيت اخذ من سيئاتهم فطرحت على الظالمين والعدل كله انوار يوم القيامة يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم ان بين ايديهم وبايمانهم بشراكم اليوم جنات تجري جنات تجري من تحتها الانهار والله تعالى حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما فالله تعالى على صراط مستقيم في اقواله وافعاله وجزائه وهو العدل وقد نصب لعباده الصراط المستقيم الذي يرجع الى العدل ومن عدل عنه عدل الى الظلم والجور الموصل الى الجحيم والظلم ثلاثة انواع نوع لا يغفره الله وهو الشرك بالله ان الله لا يغفر ان يشرك به ونوع لا يترك الله منه شيئا وهو ظلم العباد بعضهم لبعض فمن كمال عدله ان يقتص الخلق بعضهم من بعض بقدر مظالمهم ونوع تحت مشيئة الله ان شاء عاقب عليه وان شاء عفا عن اهله وهو الذنوب التي بين العباد وبين ربهم فيما دون الشرك