المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث الثلاثون عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب له ما كان صحيحا مقيما رواه البخاري قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه هذا من اكبر منن الله على عباده المؤمنين ان اعمالهم المستمرة المعتادة اذا قطعهم عنها مرض او سفر كتبت لهم كلها كاملة لان الله يعلم منهم انه لولا ذلك المانع لفعلوها فيعطيهم تعالى بنياتهم مثل اجور العاملين مع اجر المرض الخاص ومع ما يحصل به من القيام بوظيفة الصبر او ما هو اكمل من ذلك من الرضا والشكر ومن الخضوع لله والانكسار له ومع ما يفعله المسافر من اعمال ربما لا يفعلها في الحضر من تعليم او نصيحة او ارشاد الى مصلحة دينية او دنيوية وخصوصا في الاسفار الخيرية كالجهاد والحج والعمرة ونحوها ويدخل في هذا الحديث ان من فعل العبادة على وجه الناقص وهو يعجز عن فعلها على الوجه الاكمل فان الله يكمل له بنيته ما كان يفعله لو قدر عليه فان العجز عن مكملات العبادات نوع مرض والله اعلم ومن كان من نيته عمل خير ولكنه اشتغل بعمل اخر افضل منه ولا يمكنه الجمع بين الامرين فهو اولى ان يكتب له ذلك العمل الذي منعه منه عمل افضل منه بل لو اشتغل بنظيره وفضل الله تعالى عظيم