المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث الرابع والعشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر رواه مسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه هذا الحديث يدل على عظيم فضل الله وكرمه بتفضيله هذه العبادات الثلاث العظيمة وان لها عند الله المنزلة العالية وثمراتها لا تعد ولا تحصى فمن ثمراتها ان الله جعلها مكملة لدين العبد واسلامه وانها منمية للايمان مسقية لشجرته فان الله غرس شجرة الايمان في قلوب المؤمنين بحسب ايمانهم وقدر من الطافه وفضله من الواجبات والسنن ما يسقي هذه الشجرة وينميها ويدفع عنها الافات حتى تكمل وتؤتي اكلها كل حين باذن ربها وجعلها تنفي عنها الافات فالذنوب ضررها عظيم وتنقيصها للايمان معلوم فهذه الفرائض الثلاث اذا تجنب العبد كبائر الذنوب غفر الله بها الصغائر والخطيئات وهي من اعظم ما يدخل في قوله تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات كما ان الله جعل من لطفه تجنب الكبائر سببا لتكفير الصغائر قال تعالى ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريم ايماء اما الكبائر فلابد لها من توبة وعلم من هذا الحديث ان كل نص جاء فيه تكفير بعض الاعمال الصالحة للسيئات فانما المراد به الصغائر لان هذه العبادات الكبار اذا كانت لا تكفر بها الكبائر فكيف بما دونها والحديث صريح بان الذنوب قسمان كبائر وصغائر وقد كثر كلام الناس في الفرق بين الصغائر والكبائر واحسن ما قيل ان الكبيرة ما رتب عليه حد في الدنيا او توعد عليه بالاخرة او لعن صاحبه او رتب عليه غضب ونحوه والصغائر ما عدا ذلك او يقال الكبائر ما كان تحريمه تحريم المقاصد والصغائر ما حرم تحريم الوسائل فالوسائل كالنظرة المحرمة مع الخلوة بالاجنبية والكبيرة نفس الزنا وكرم الفضل مع ربا نسيئة ونحو ذلك والله اعلم