المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث الثامن والاربعون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثلاثة حق على الله عونهم المكاتب يريد الاداء والمتزوج يريد العفاف والمجاهد في سبيل الله رواه اهل السنن الا ابا داود قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه وذلك ان الله تعالى وعد المنفقين بالخلف العاجل واطلق النفقة وهي تنصرف الى النفقات التي يحبها الله لان وعده بالخلف من باب الثواب الذي لا يكون الا على ما يحبه الله واما النفقات في الامور التي لا يحبها الله اما في المعاصي واما في الاسراف في المباحات فالله لم يضمن الخلف لاهلها بل لا تكون الا مغرما وهذه الثلاثة المذكورة في هذا الحديث من افضل الامور التي يحبها الله فالجهاد في سبيل الله هو سنام الدين وذروته واعلاه وسواء كان جهادا بالسلاح او جهادا بالعلم والحجة فالنفقة في هذا السبيل مخلوفة وسالكوا هذا السبيل معان من الله ميسر له امره واما المكاتب فالكتابة قد امر الله بها في قوله تعالى بكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا اي صلاحا في تقويم دينهم ودنياهم فالسيد مأمور بذلك والعبد المكاتب الذي يريد الاداء ويتعجل الحرية والتفرغ لدينه ودنياه يعينه الله وييسر له اموره ويرزقه من حيث لا يحتسب وعلى السيد ان يرفق بمكاتبه في تقدير الاجال التي تحل فيها نجوم الكتابة ويعطيه من مال الكتابة اذا اداها ربعها وفي قوله تعالى في حق المكاتبين واتوهم اتاكم امر للسيد ولغيره من المسلمين ولذلك جعل الله له نصيبا من الزكاة في قوله وفي الرقاب وهذا من عونه تعالى وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما هو اعم من هذا فقال من اخذ اموال الناس يريد ادائها اداها الله عنه ومن اخذها يريد اتلافها اتلفه الله رواه البخاري واما النكاح فقد امر الله به رسوله ورتب عليه من الفوائد شيئا كثيرا عون الله وامتثال امر الله ورسوله وانه من سنن المرسلين وفيه تحصين الفرج وغض البصر وتحصيل النسل والانفاق على الزوجة والاولاد فان العبد اذا انفق على اهله نفقة يحتسبها كانت له اجرا وحسنات عند الله سواء كانت مأكولا او مشروبا او ملبوسا او مستعملا في الحوائج كلها كله خير للعبد وحسنات جارية وهو افضل من نوافل العبادات القاصرة وفيه التذكر لنعم الله على العبد والتفرغ لعبادته وتعاون الزوجين على مصالح دينهما ودنياهما وقد قال تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء وقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم تنكح المرأة لاربع لما لها وجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يمينك لما فيها من صلاح الاحوال والبيت والاولاد وسكون قلب الزوج وطمأنينته فان حصل مع الدين غيره فذاك والا فالدين اعظم الصفات المقصودة قال تعالى فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله وعلى الزوجة القيام بحق الله وحق بعلها وتقديم حق البعل على حقوق الخلق كلهم وعلى الزوج السعي في اصلاح زوجته وفي فعل جميع الاسباب التي تتم بها الملاءمة بينهما فان الملاءمة هي المقصود الاعظم ولهذا ندب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الى النظر الى المرأة التي عيد خطبتها ليكون على بصيرة من امره والله اعلم