المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث الخمسون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها اخر رواه مسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه هذا الارشاد من النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم للزوج في معاشرة بزوجته من اكبر الاسباب والدواعي الى حسن العشرة بالمعروف فنهى المؤمن عن سوء عشرته لزوجته والنهي عن الشيء امر بضده وامره ان يلحظ ما فيها من الاخلاق الجميلة والامور التي تناسبه وان يجعلها في مقابلة ما كره من اخلاقها فان الزوج اذا تأمل ما في زوجته من الاخلاق الجميلة والمحاسن التي احبها ونظر الى السبب الذي دعاه الى التضجر منها وسوء عشرتها رآه شيئا واحدا او اثنين مثلا وما فيها مما يحب اكثر فاذا كان منصفا غض عن مساوئها الاضمحلالها في محاسنها وبهذا تدوم الصحبة وتؤدى الحقوق الواجبة المستحبة وربما انما كره منها تسعى بتعديله او تبديله واما من غض عن المحاسن ولحظ المساوئ ولو كانت قليلة فهذا من عدم الانصاف ولا يكاد يصفو مع زوجته والناس في هذا ثلاثة اقسام اعلاهم من لحظ الاخلاق الجميلة والمحاسن وغض عن المساوئ بالكلية وتناساها واقلهم توفيقا وايمانا واخلاقا جميلة ما انعكس القضية فاهدر المحاسن مهما كانت وجعل المساوئ نصب عينيه وربما مددها وبسطها وفسرها بظنون وتأويلات تجعل القليل كثيرا كما هو الواقع والقسم الثالث من لاحظ الامرين ووازن بينهما وعامل الزوجة بمقتضى كل واحد منهما وهذا منصف ولكنه قد حرم الكمال وهذا الادب الذي ارشد اليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم ينبغي سلوكه واستعماله مع جميع المعاشرين والمعاملين فان نفعه الديني والدنيوي كثير وصاحبه قد سعى في راحة قلبه وفي السبب الذي يدرك به القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة لان الكمال في الناس متعذر وحسب الفاضل ان تعد معايبه وتوطين النفس على ما يجيء من المعاشرين مما يخالف رغبة الانسان يسهل عليه حسن الخلق وفعل المعروف والاحسان مع الناس والله الموفق