المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث الثالث والاربعون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول الله تعالى انا ثالث الشريكين ما لم يخن احدهما صاحبه فان خانه خرجت من بينهما رواه ابو داود يدل هذا الحديث بعمومه على جواز انواع الشركات كلها شركة العنان والابدان والوجوه والمضاربة والمفاوضة وغيرها من انواع الشركات التي يتفق عليها المتشاركان ومن منع شيئا منها فعليه الدليل الدال على المنع والا فالاصل الجواز لهذا الحديث وشموله ولان الاصل الجواز في كل المعاملات ويدل الحديث على فضل الشركات وبركتها اذا بنيت على الصدق والامانة فان من كان الله معه بارك له في رزقه ويسر له الاسباب التي ينال بها الرزق ورزقه من حيث لا يحتسب واعانه وسدده وذلك لان الشركات يحصل فيها التعاون بين الشركاء في رأيهم وفي اعمالهم وقد تكون اعمالا لا يقدر عليها كل واحد بمفرده وباجتماع الاعمال والاموال يمكن ادراكها والشركات ايضا يمكن تفريعها وتوسيعها في المكان والاعمال وغيرها وايضا فان الغالب انها يحصل بها من الراحة ما لا يحصل بتفرد الانسان بعمله وقد يجري ويدير احدهما العمل مع راحة الاخر او ذهابه لبعض مهماته او وقت مرضه وهذا كله مع الصدق والامانة فإذا دخلتها الخيانة ونوى احدهما او كلاهما خيانة الاخر واخفاء ما يتمكن منه خرج الله من بينهما وذهبت البركة ولم تتيسر الاسباب والتجربة والمشاهدة تشهد لهذا الحديث والله اعلم