المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث الثالث والستون عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال رواه البخاري قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه الاصل في جميع الامور العادية الاباحة فلا يحرم منها الا ما حرمه الله ورسوله اما لذاته كالمغصوب وما خبث مكسبه في حق الرجال والنساء واما لتخصيص الحل باحد الصنفين كما اباح الشارع لباس الذهب والفضة والحرير للنساء وحرمه على الرجال واما تحريم الشارع تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال فهو عام في اللباس والكلام وجميع الاحوال فالامور ثلاثة اقسام قسم مشترك بين الرجال والنساء من اصناف اللباس وغيره فهذا جائز للنوعين لان الاصل الاباحة ولا تشبه فيه وقسم مختص بالرجال فلا يحل للنساء وقسم مختص بالنساء فلا يحل للرجال ومن الحكمة في النهي عن التشبه ان الله تعالى جعل للرجال على النساء درجة وجعلهم قوامين على النساء وميزهم بامور قدرية وامور شرعية فقيام هذا التمييز وثبوت فضيلة الرجال على النساء مقصود شرعا وعقلا فتشبه الرجال بالنساء يهبط بهم عن هذه الدرجة الرفيعة وتشبه النساء بالرجال يبطل التمييز وايضا فتشبه الرجال بالنساء بالكلام واللباس ونحو ذلك من اسباب التخنث وسقوط الاخلاق ورغبة المتشبه بالنساء في الاختلاط بهن الذي يخشى منه المحذور وكذلك بالعكس وهذه المعاني الشرعية وحفظ مراتب الرجال ومراتب النساء وتنزيل كل منهم منزلته التي انزله الله بها مستحسن عقلا كما انه مستحسن شرعا واذا اردت ان تعرف ضرر التشبه التام وعدم اعتبار المنازل فانظر في هذا العصر الى الاختلاط الساقط الذي ذهبت معه الغيرة الدينية والمروءة الانسانية والاخلاق الحميدة وحل محله ضد ذلك من كل خلق رذيل ويشبه هذا او هو اشد منه تشبه المسلمين بالكفار في امورهم المختصة بهم فانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال من تشبه بقوم فهو منهم فان التشبه الظاهر يدعو الى التشبه الباطن والوسائل والذرائع الى الشرور قصد الشارع حسمها من كل وجه