المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث السادس والتسعون عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم رضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين اخرجه الترمذي وصححه ابن حبان والحاكم قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه هذا الحديث دليل على فضل بر الوالدين ووجوبه وانه سبب لرضا الله تعالى وعلى التحذير من عقوق الوالدين وتحريمه وانه سبب لسخط الله ولا شك ان هذا من رحمة الله بالوالدين والاولاد اذ بين الوالدين واولادهم من الاتصال ما لا يشبهه شيء من الصلات والارتباط الوثيق والاحسان من الوالدين الذي لا يساويه احسان احد من الخلق والتربية المتنوعة وحاجة الاولاد الدينية والدنيوية الى القيام بهذا الحق المتأكد وفاء بالحق واكتسابا للثواب وتعليما لذريتهم ان يعاملوهم بما عاملوا به والديهم هذه الاسباب وما يتفرع عنها موجب لجعل رضاهما مقرونا برضى الله وضده بضده واذا قيل فما هو البر الذي امر الله به ورسوله قيل قد حده الله ورسوله بحد معروف وتفسير يفهمه كل احد فالله تعالى اطلق الامر بالاحسان اليهما وذكر بعض الامثلة التي هي انموذج من الاحسان فكل احسان قولي او فعلي او بدني بحسب احوال الوالدين والوقت والمكان فان هذا هو البر وفي هذا الحديث ذكر غاية البر ونهايته التي هي رضا الوالدين فالاحسان موجب وسبب والرضا اثر ومسبب فكل ما ارضى الوالدين من جميع انواع المعاملات العرفية وسلوك كل طريق ووسيلة ترضيهما فانه داخل في البر كما ان العقوق كل ما يسخطهما من قول او فعل ولكن ذلك مقيد بالطاعة لا بالمعصية فمتى تعذر على الولد ارضاء والديه الا باسخاط الله وجب تقديم محبة الله على محبة الوالدين وكان اللوم والجناية من الوالدين فلا يلومان الا انفسهما وفي هذا الحديث اثبات صفة الرضا والسخط لله وان ذلك متعلق بمحابه ومراضيه فالله تعالى يحب اولياءه واصفيائه ويحب من قام بطاعته وطاعة رسوله وهذا من كماله وحكمته وحمده ورحمته ورضاه وسخطه من صفاته المتعلقة بمشيئته وقدرته والعصمة في ذلك انه يجب على المؤمن ان يثبت ما اثبته الله لنفسه واثبته له رسوله من صفات الكمال الذاتية والفعلية على وجه يليق بعظمة الله وكبريائه ومجده ويعلم ان الله ليس له ند ولا كفو ولا مثيل في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله والله اعلم