المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث الرابع والتسعون عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كل واشرب والبسوة صدق من غير سرف ولا مخيلة رواه احمد وابو داود وعلقه البخاري قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه هذا الحديث مشتمل على استعمال المال في الامور النافعة في الدين والدنيا وتجنب الامور الضارة وذلك ان الله تعالى جعل المال قواما للعباد به تقوم احوالهم الخاصة والعامة الدينية والدنيوية وقد ارشد الله ورسوله فيه استخراجا واستعمالا وتدبيرا وتصريفا الى احسن الطرق وانفعها واحسنها عاقبة حالا ومآلا ارشد فيه الى السعي في تحصيله بالاسباب المباحة والنافعة وان يكون الطلب جميلا لا كسل معه ولا فتور ولا انهماك في تحصيله انهماكا يخل بحالة الانسان وان يتجنب من المكاسب المحرمة الرديئة ثم اذا تحصل سعى الانسان في حفظه واستعماله بالمعروف بالاكل والشرب واللباس والامور المحتاج اليها هو ومن يتصل به من زوجة واولاد وغيرهم من غير تقطير ولا تبذير وكذلك اذا اخرجه للغير فيخرجه في الطرق التي تنفعه ويبقى له ثوابها وخيرها كالصدقة على المحتاج من الاقارب والجيران ونحوهم وكالاهداء والدعوات التي جرى العرف بها وكل ذلك معلق بعدم الاسراف وقصد الفخر والخيلاء كما قيده في هذا الحديث وكما في قوله تعالى والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا كان بين ذلك قواما فهذا هو العدل في تدبير المال ان يكون قواما بين رتبتي البخل والتبذير وبذلك تقوم الامور وتتم وما سوى هذا فاثم وضرر ونقص في العقل والحال والله اعلم