المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الاصل الثالث الايمان باليوم الاخر فكل ما جاء به الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت فانه من الايمان باليوم الاخر كاحوال البرزخ واحوال يوم القيامة وما فيها من الحساب والثواب والعقاب والشفاعة والميزان والصحف المأخوذة باليمين او الشمال والصراط واحوال الجنة والنار واحوال اهلها وانواع ما اعد الله فيها لاهلها اجمالا وتفصيلا فكل ذلك داخل في الايمان باليوم الاخر الشرح قوله رحمه الله ويدخل في الايمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بل وسائر الرسل الاصل الثالث الايمان باليوم الاخر وجود دخول الايمان باليوم الاخر في الايمان بالرسل لان الرسل اخبروا به ودعوا الناس للايمان به وبانهم مجزيون على اعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فشر ولذلك بين الرب سبحانه ان الايمان باليوم الاخر اصل من اصول الايمان فمن كفر باليوم الاخر فقد كفر بالله سبحانه قال الله تعالى زعم الذين كفروا قل بلا وربي لتبعثن ثم لتنبأ النبي بما عملتم وذلك على الله يسير وقوله سبحانه وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلا وربي لتأتينكم عالم الغيب ثم شرع المؤلف رحمه الله في بيان صفة الايمان بهذا الاصل العظيم فقال فكل ما جاء به من الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت فانه من الايمان باليوم الاخر وذلك لانه بانقطاع العبد من الدنيا ورحيله الى دار الاخرة يكون قد دخل في المرحلة الاولى من مراحل العرض على الله تعالى فمن مات فقد قامت قيامته وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول القبر اول منازل الاخرة فان نجا منه فما بعده ايسر منه وان لم ينج منه فما بعده اشد منه قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول ما رأيت منظرا قط الا القبر افظع منه وقوله رحمه الله كاحوال البرزخ البرزخ في كلام العرب الحاجز بين الشيئين قال تعالى وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا اي حاجزا وفي الشريعة الدار التي تعقب الموت الى البعث قال تعالى ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون قال مجاهد هو ما بين الموت والبعث وقيل للشعبي مات فلان قال ليس هو في دار الدنيا ولا في الاخرة وقوله رحمه الله واحوال يوم القيامة وما فيها من الحساب والثواب والعقاب والشفاعة اما الحساب والثواب والعقاب فهذا اصل اشتركت فيه الانبياء جميعا واتباعهم الصادقون فما من نبي الا بشر امته بالجنة او بالنار وان هناك حسابا وعقابا وثوابا كما قال تعالى كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها قالوا بلى قد جاءنا نذير اما الشفاعة فقد اختلف فيها الناس وانقسموا الى ثلاث طوائف فمنهم من انكرها كالخوارج والمعتزلة فنفوا شفاعة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقسم اثبتوها حتى للاصنام وهم المشركون كما ذكر ذلك عنهم في القرآن في قوله تعالى ويقولون هؤلاء شفاءنا عند الله وقسم توسطوا وهم اهل السنة والجماعة فاثبتوها بشرطيها وهما الاول اذن الرب للشافع ان يشفع والثاني رضاه عن المشفوع له وقوله رحمه الله والميزان والصحف المأخوذة باليمين الى اخره هذا ايضا داخل في الايمان باليوم الاخر قال الشيخ رحمه الله حينما سئل عن حد الايمان باليوم الاخر كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت فانه داخل في الايمان باليوم الاخر كاحوال القبر والبرزخ ونعيمه وعذابه واحوال يوم القيامة وما فيها من الحساب والثواب والعقاب والصحف والميزان والشفاعة واحوال الجنة والنار وصفاتها وصفات اهلها وما اعده الله فيهما لاهلهما اجمالا وتفصيلا كل ذلك من الايمان باليوم الاخر