المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره الاصل الرابع مسألة الايمان ااهل السنة يعتقدون ما جاء به الكتاب والسنة من ان الايمان هو تصديق القلب المتضمن لاعمال الجوارح فيقولون الايمان اعتقادات القلوب واعمالها واعمال الجوارح واقوال اللسان وانها كلها من الايمان الشرح شرع المؤلف رحمه الله في بيان الاصل الرابع من اصول الاعتقاد وهو مسألة الايمان وخصها رحمه الله بالذكر وجعلها اصلا من اصول الاعتقاد لان هناك فرقا قد ضلت في هذا الاصل العظيم وخالفت الطريق المستقيم ولذا نجد علماء الامة يخصون هذه المسألة بالذكر في كتبهم فهذا شيخ الاسلام رحمه الله نجده كثيرا ما يتكلم عن هذه المسألة فانظر الى المجلد السابع من مجموع الفتاوى له تجده خصص لهذه المسألة فقط وقوله رحمه الله فاهل السنة يعتقدون بما جاء به الكتاب والسنة من ان الايمان هو تصديق القلب الى اخره هنا بين رحمه الله اعتقاد اهل السنة في الايمان فقوله الايمان هو تصديق القلب اي اعترافه وقوله كما قال شيخ الاسلام في الواسطية الايمان قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وقوله المتضمن لاعمال الجوارح لان الجوارح شاهدة على ما في القلب من ايمان فمتى امتلأ القلب بالايمان خضعت الجوارح وسكنت لخالقها فركعت وسجدت وقامت وقعدت فيكون عملها ايمانا شرعا لان الحامل لهذه الاعمال هو الايمان وقوله فيقولون الايمان اعتقادات القلوب واعمالها عمل القلوب تحركها وارادتها مثل الاخلاص في العمل فهذا عمل القلب وكذا التوكل والرجاء والخوف والصبر والخشية والانابة وغيرها من اعمال القلوب وقوله واعمال الجوارح واقوال اللسان وانها كلها من الايمان هنا يريد ان يرد على الذين قالوا بان الايمان قول فقط ويخرجون الاعمال عن مسمى الايمان كالمرجئة وغيرهم قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وان من اكملها ظاهرا وباطنا فقد اكمل الايمان ومن انتقص شيئا منها فقد انتقص من ايمانه الشرح قوله رحمه الله وان من اكملها ظاهرا وباطنا فقد اكمل الايمان مراده رحمه الله ان من قام بما امر الشارع به فجاء بالاعمال الظاهرة كالصلاة والزكاة من الاعمال الظاهرة وكذلك جاء بالاعمال الباطنة كالاخلاص والخشية والانابة والتوكل والصبر وغير ذلك من الاعمال الباطنة فانه قد كمل ايمانه بذلك فالاعمال الظاهرة والباطنة تصدق الايمان وقوله رحمه الله ومن انتقص شيئا منها فقد انتقص من ايمانه وذلك لان الايمان كما هو عند اهل السنة يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فكلما كان العبد لاوامر الله اتقى كان الايمان في قلبه اقوى ولذا قال الشيخ رحمه الله عند تعليقه على حديث سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه وفيه قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا اسأل عنه احدا بعدك قال قل امنت بالله ثم استقم قال رحمه الله فبين صلى الله عليه وعلى اله وسلم بهذه الوصية الجامعة ان العبد اذا اعترف بالايمان ظاهرا وباطنا ثم استقام عليه قولا وعملا فعلا وتركا فقد كمل امره واستقام على الصراط المستقيم ورجي ان يدخل مع من قال الله فيهم ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقام تتنزل عليهم تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وهذه الامور بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان الشرح قوله رحمه الله وهذه الامور بضع وسبعون شعبة الى اخره مراده بالامور هنا امور الايمان الظاهرة والباطنة التي قد بيناها سابقا ودليله رحمه الله قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان فهذا الحديث شامل لاعمال القلب واللسان والجوارح التي هي من الايمان فقول اللسان ظاهر في قول لا اله الا الله وعمل الجوارح في اماطة الاذى عن الطريق وعمل القلب هو الحياء الذي هو انكسار قلبي يصيب الانسان ويعتريه عند وجود ما يستلزم الحياء قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويرتبون على هذا الاصل ان الناس في الايمان درجات مقربون واصحاب يمين وظالمون لانفسهم بحسب مقاماتهم من الدين والايمان الشرح قوله رحمه الله ويرتبون على هذا الاصل ان الناس في الايمان درجات الى اخره دليله رحمه الله تعالى قوله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادي فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصدون باذن فهذه الاية بينت مراتب الناس في الايمان قال رحمه الله ولهذا كان المؤمنون ثلاث مراتب مرتبة السابقين ومرتبة المقتصدين ومرتبة الظالمين وكل واحدة من هذه المراتب ايضا اهلها متفاوتون تفاوتا كثيرا والعبد المؤمن في نفسه له احوال واوقات تكون اعماله كثيرة قوية واحيانا وكل هذا من زيادة الايمان ونقصه وقوته وضعفه وقال ايضا ولهذا كانوا ثلاث درجات سابقون مقربون وهم الذين قاموا بالواجبات والمستحبات وتركوا المحرمات والمكروهات وفضول المباحات ومقتصدون وهم الذين قاموا بالواجبات وتركوا المحرمات وظالمون لانفسهم وهم الذين تركوا بعض الواجبات قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وانه يزيد وينقص فمن فعل محرما او ترك واجبا نقص ايمانه الواجب ما لم يتب الى الله الشرح قوله رحمه الله وانه يزيد وينقص الى اخره هذا مجمل اعتقاد اهل السنة في زيادة ونقصان الايمان وقد خالفهم في هذا طائفتان الاولى المرجئة الذين يقولون ان الايمان هو الاقرار بالقلب وما عدا ذلك فليس من الايمان ولهذا كله الايمان عندهم لا يزيد ولا ينقص فايمان العاصي كايمان جبريل ولذا يقولون لا يضر مع الايمان معصية ولا ينفع مع الكفر طاعة فالزاني والسارق وشارب الخمر والعصاة عموما عندهم كامل الايمان الثانية الخوارج والمعتزلة قالوا ان الاعمال داخلة في مسمى الايمان بل هي شرط في بقائه فمن فعل معصية من كبائر الذنوب فقد خرج من الايمان غير ان الخوارج تقول عنه كافر والمعتزلة يقولون فاسق وكلاهما يقولون بانه مخلد في النار وسيذكر المؤلف مزيدا من التفصيل في هذه المسألة قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويرتبون على هذا الاصل ان الناس ثلاثة اقسام منهم من قام بحقوق الايمان كلها فهو المؤمن حقا ومنهم من تركها كلها فهذا كافر بالله تعالى ومنهم من فيه ايمان وكفر وايمان ونفاق او خير وشر ففيه من ولاية الله واستحقاقه لكرامته بحسب ما معه من الايمان وفيه من عداوة الله واستحقاقه لعقوبة الله بحسب ما ضيعه من الايمان الشرح قوله رحمه الله ويرتبون على هذا الاصل العظيم اي الاصل الرابع والمراد به مسألة الايمان ان الناس ثلاثة اقسام منهم من قام بحقوق الايمان كلها فهو المؤمن حقا والمراد بحقوق الايمان هنا اصول الدين وفروعه وظاهره وباطنه قال الشيخ رحمه الله في قوله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم توبوهم واذا تليت عليهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا انا زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلوا نون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم قال فوصف الله المؤمنين بهذه الصفات المتضمنة للقيام باصول الدين وفروعه وظاهره وباطنه فانه وصفهم بالايمان به ايمانا ظهرت اثاره في عقائدهم واقوالهم واعمالهم الظاهرة والباطنة مع ثبوت الايمان في قلوبهم يزداد ايمانهم كلما تليت عليهم ايات الله ويزداد خوفهم ووجلهم كلما ذكر الله وهم في قلوبهم وسرهم متوكلون على الله ومعتمدون في امورهم كلها عليه ومفوضون امورهم اليه وهم مع ذلك يقيمون الصلاة فرضها ونفلها يقيمونها ظاهرا وباطنا ويؤتون الزكاة وينفقون النفقات الواجبة والمستحبة ومن كان على هذا فلم يبق من الخير مطلبا ولا من الشر مهربا ولهذا قال اولئك هم المؤمنون حقا الذين يستحقون هذا الوصف على الحقيقة ويحققون القيام به ظاهرا وباطنا انتهى وقوله رحمه الله ومنهم من تركها كلها فهو كافر بالله تعالى اي ومن اقسام الناس هذا القسم الثاني الذي ترك الايمان جملة وتفصيلا فلم يؤمن باصول الدين كالايمان بالله وملائكته المرسلة واليوم الاخر وغيرها وكذا فروعه كالصلاة والزكاة والحج والصوم وغير ذلك من امور الايمان الظاهرة والباطنة وقوله رحمه الله ومنهم من فيه ايمان وكفر وايمان ونفاق وخير وشر الى اخره هذا هو القسم الثالث من اقسام الناس وهو الذي جمع بين خصال الايمان وخصال الكفر او خصال الايمان وخصال النفاق والمراد بالكفر والنفاق هنا الكفر العملي والنفاق العملي اذ لو جمع في قلبه الكفر الاعتقادي والنفاق الاعتقادي لم يكن في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان قال ابن القيم رحمه الله فصل وها هنا اصل اخر وهو ان الرجل قد يجتمع فيه كفر وايمان وشرك وتوحيد وتقوى وفجور ونفاق وايمان وهذا من اعظم اصول اهل السنة وخالفهم فيه غيرهم من اهل البدع كالخوارج والمعتزلة والقدرية ومسألة خروج اهل الكبائر من النار وتخليدهم فيها مبنية على هذا الاصل وقد دل عليه القرآن والسنة والفطرة واجماع الصحابة قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويرتبون على هذا الاصل العظيم ان كبائر الذنوب وصغائرها التي لا تصل بصاحبها الى الكفر تنقص ايمان العبد من غير ان تخرجه من دائرة الاسلام ولا يخلد في نار جهنم الشرح قوله رحمه الله ويرتبون على هذا الاصل العظيم ان كبائر الذنوب وصغائرها التي لا تصل بصاحبها الى الكفر الى اخره هذا فيه الرد على الخوارج الذين يكفرون اهل القبلة من اصحاب الكبائر التي لا تصل بصاحبها الى الكفر فالمسلم عند اهل السنة والجماعة لا يكفر بمطلق المعاصي والكبائر قال شيخ الاسلام في وصفه لاهل السنة وهم مع ذلك لا يكفرون اهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج بل الاخوة الايمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه وتعالى في اية القصاص فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف وقال وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا دينهما الى قوله انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم ولا يصلبون الفاسق اعلى اسم الايمان بالكلية ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة بل الفاسق يدخل في اسم الايمان بمثل قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة الى ان قال رحمه الله ويقولون هو مؤمن ناقص الايمان او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فلا يعطى الاسم المطلق ولا يسلب مطلق الاسم قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ولا يطلقون عليه الكفر كما تقول الخوارج او ينفون عنه الايمان كما تقوله المعتزلة بل يقولون هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فمعه مطلق الايمان واما الايمان المطلق فنفي عنه الشرح قوله رحمه الله ولا يطلقون عليه الكفر كما تقول الخوارج كما ذكرناه سابقا او ينفون عنه الايمان كما تقوله المعتزلة فان المعتزلة يقولون هو فاسق وليس بكافر مع موافقتهم الخوارج في تخليده في النار فوافقوا اهل السنة مقالا وخالفوهم مآلا ولذا قال بل يقولون هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته هذا هو قول اهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة فهم وسط بين الجهمية والمرجئة وبين المعتزلة والخوارج فاهل السنة يقولون ان مرتكب الكبيرة ناقص الايمان ولذا يسمى عند اهل السنة مؤمنا ناقص الايمان وبعبارة اخرى يسمى مؤمنا بايمانه فاسقا بكبيرته او يقال مؤمن عاص اثم وهو معرض نفسه للعقوبة وهو تحت مشيئة الله اذا مات من نغير توبة ان شاء الله عفا عنه وان شاء عذبه بقدر ذنوبه ولكنه لا يخلد في النار كما تقول المعتزلة والخوارج بل يخرج منها بعد تطهيره من الذنوب والمعاصي اما بشفاعة او بفضل الله ورحمته وقوله رحمه الله فمآه مطلق الايمان واما الايمان المطلق فينفى عنه الفرق بين المعنيين ان مطلق الايمان المراد به ان معه اصل الايمان لكن كماله مفقود ففاعل الكبيرة مثلا يقال معه مطلق الايمان اي الايمان موجود معه ولكنه ناقص اما الايمان المطلق فهو الايمان الكامل وقد مر بنا قول شيخ الاسلام رحمه الله قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وبهذه الاصول يحصل الايمان بجميع نصوص الكتاب والسنة الشرح قوله رحمه الله وبهذه الاصول يحصل الايمان بجميع نصوص الكتاب والسنة المراد بالاصول هنا ذكرها في الاصل الرابع في مسألة الايمان فمن قام بها على الوجه الاكمل فقد حصل عنده الايمان بجميع نصوص الكتاب والسنة بخلاف من ضل كالجهمية والمرجئة والمعتزلة والخوارج وغيرهم ممن ضل في مسألة الايمان قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويترتب على هذا الاصل ان الاسلام يجب ما قبله وان التوبة تجب ما قبلها وان من ارتد ومات على ذلك فقد حبط عمله ومن تاب تاب الله عليه الشرح قوله رحمه الله ويترتب على هذا الاصل العظيم ان الاسلام يجب ما قبله لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه انه قال اما علمت ان الاسلام يهدم ما كان قبله وان الهجرة تهدم ما كان قبلها وان الحج يهدم ما كان قبله وقوله رحمه الله وان التوبة تجب ما قبلها لقوله تعالى قل للذين كفروا يغفر لهم ما قال وان يعودوا فقد مضت سنة الاولين وقوله رحمه الله وان من ارتد ومات على ذلك حبط عمله لقوله تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت احبطا عملك ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وقوله وقوله ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله له هم وقوله رحمه الله ومن تاب تاب الله عليه لقوله تعالى انما التوبة على الله للذين يعملون السوء وابي جهالة ثم يتوبون ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوبون الله عليهم وكان الله عليما حكيما وقوله تعالى ان الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويرتبون ايضا على هذا الاصل صحة الاستثناء في الايمان فيصح ان يقول انا مؤمن ان شاء الله لانه يرجو من الله تعالى تكميل ايمانه فيستثني لذلك ويرجو الثبات على ذلك الى الممات فيستثني من غير شك منه بحصول اصل الايمان الشرح قوله رحمه الله ويرتبون ايضا على هذا الاصل العظيم الاستثناء في الايمان الى اخره هذه المسألة العظيمة ساقها المؤلف لبيان قول اهل السنة في مسألة الاستثناء في الايمان اي قولي انا مؤمن ان شاء الله وهذه المسألة الناس فيها على ثلاثة اقوال منهم من يوجبه ومنهم من يحرمه ومنهم من يجيزه باعتبار ويمنعه باعتبار وهذا هو اصح الاقوال في هذه المسألة فالذين يحرمونه هم المرجئة والجهمية ونحوهم ممن يجعل الايمان شيئا واحدا يعلمه الانسان من نفسه كالتصديق بالرب ونحو ذلك مما في قلبه فمتى استثنى الانسان عندهم في ايمانه فقال انا مؤمن ان شاء الله فهو شاك فيه اما الذين يوجبونه فهم الكلابية اصحاب ابن كلاب ووافقهم عليه كثير من اتباع الائمة لكن هذا ليس قول احد من السلف لا الائمة الاربعة ولا غيرهم اما الذين يجيزون ذلك فهم اسعد الناس وذلك لموافقة قولهم نصوص الكتاب والسنة فخير الامور اوسطها فان اراد المستثني الشك في اصل ايمانه منع من الاستثناء وهذا مما لا خلاف فيه وان اراد انه مؤمن من المؤمنين الذين وصفهم الله في كتابه انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم من اولئك هم حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم وغيرها من الايات فالاستثناء حينئذ جائز وكذلك من استثنى واراد عدم علمه بالعاقبة وكذلك من استثنى تعليقا للامر بمشيئة الله لا شكا في ايمانه وهذا القول هو اقوى الاقوال قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويرتبون ايضا على هذا الاصل ان الحب والبغض اصله ومقداره تابع للايمان وجودا وعدما وتكميلا ونقصا ثم يتبع ذلك الولاية والعداوة ولهذا من الايمان الحب في الله والبغض لله والولاية لله والعداوة لله الشرح قوله رحمه الله ويرتبون ايضا على هذا الاصل ان الحب والبغض الى اخره هذه مسألة عظيمة جدا فهي اساس من اسس هذه العقيدة غفل عنها الكثير من الناس حتى اصبح عندهم اليهود والنصارى والسيخ وعباد البقر والبوذيون وغيرهم من الوثنيين افضل من المسلمين بل كم نسمع عن فلان وفلان من الناس يتحبب الى فلان الكافر ويتودد اليه ويدنيه منه محبة لما عليه من الكفر بل اذا قام هذا الكافر واعلن اسلامه ترى هذا الشخص يهينه ويبحثه حقه وغير ذلك من المعاملة السيئة ونسي هذا ان الرضا بالكفر كفر نعوذ بالله من الذل والخذلان وما ذكره المؤلف رحمه الله هو بيان لملة ابراهيم الخليل عليه السلام قال الله تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة الذين معه ان قالوا اذ قالوا لقومهم انا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغض ابدا حتى تؤمنوا حتى تؤمنوا بالله وحده الا قول ابرا لابيه الا قول ابراهيم لابيه لاستغفرن لك وما وما املك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا واليك انا واليك قصير فاوثق عرى الاسلام الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله والناس في هذه المسألة على ثلاث درجات الاولى من يحب من كل جانب وهم المؤمنون الموحدون القائمون لله بحقه المجتنبون ما حرم الله الثانية من يحب من جانب ويكره ويبغض من جانب وهم العصاة من المؤمنين الثالثة من يكره ويعادى من كل جانب وهم الكفار جميعهم قال شيخ الاسلام رحمه الله فاما الحمد والذم والحب والبغض والموالاة والمعاداة فانما تكون بالاشياء التي انزل الله بها سلطانه وسلطانه كتابه فمن كان مؤمنا وجبت موالاته من اي صنف كان ومن كان كافرا وجبت معاداته من اي صنف كان ثم ذكر جملة من الايات التي تدل على قوله ثم قال ومن كان فيه ايمان وفيه فجور اعطي من الموالاة بحسب ايمانه ومن البغض بحسب فجوره انتهى بتصرف قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويترتب على الايمان ولا يتم الا بان يحب لاخيه ما يحب لنفسه ويترتب على ذلك ايضا محبة اجتماع المؤمنين ويحث على التآلف والتحابب وعدم التقاطع الشرح قوله رحمه الله ويترتب على الايمان ولا يتم الا بان يحب لاخيه الى اخره هذا ايضا داخل في الايمان فلا يتم ايمان العبد الا بما ذكره رحمه الله وقال ايضا حينما سئل عن حقوق المسلمين عليك قال رحمه الله الجواب قال الله تعالى انما المؤمنون اخوة فالواجب ان تتخذهم اخوانا تحب لهم ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وتسعى بحسب مقدورك في مصالحهم واصلاح ذات بينهم وتأليف قلوبهم واجتماعهم على الحق المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره وتقوم بحق من له حق خاص كالوالدين والاقارب والجيران والاصحاب والمعلمين وقال ايضا وفي الصحيحين ايضا عن انس رضي الله عنه مرفوعا لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه قال وذلك يقتضي ان تقوم بحقوق اخوانك المسلمين الخاصة والعامة فانه من الايمان ومن لم يقم بذلك ويحب لهم ما يحب لنفسه فانه لم يؤمن الايمان الواجب بل نقص ايمانه بقدر ما نقص من الحقوق الواجبة عليه قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويبرأ اهل السنة والجماعة من التعصبات والتفرق والتباغض ويرون ان هذه القاعدة من اهم قواعد الايمان ولا يرون الاختلاف في المسائل التي لا تصل الى كفر او بدعة موجبة للتفرق الرقة الشرح قوله رحمه الله ويبرأ اهل السنة والجماعة من التعصبات والتفرق والتباغض الى اخر كلامه رحمه الله هذه مسألة عظيمة بل هي كما ذكر المؤلف رحمه الله من اهم قواعد الايمان اذ بفهمها والعمل بمضمونها تحفظ بيضة هذا الدين وكيان الامة وما حدث للامة من ضعف ووهن الا بتفريطهم في فهم هذه القاعدة ولو نظرنا للقرآن والسنة لوجدنا فيها الكثير مما يدعو الى عدم الفرقة ويدعو الى التآلف قال الله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقال ايضا ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما وقال ايضا ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك فجعل اهل الرحمة مستثنين من الاختلاف وقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان اهل الكتابين افترقوا في دينهم على اثنتين وسبعين ملة وان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الاهواء كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة فبين صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان عامة المختلفين هالكون الا اهل السنة والجماعة قال ابن ابي العز الحنفي في شرحه للطحاوية عند قول الامام الطحاوي ونرى الجماعة حقا وصوابا والفرقة زيغا وعذابا قال فالناس اذا خفي عليهم بعض ما بعث الله به الرسول اما عادلون واما ظالمون فالعادل فيهم الذي يعمل بما وصل اليه من اثار الانبياء ولا يظلم غيره والظالم الذي يعتدي على غيره واكثرهم انما يظلمون مع علمهم بانهم يظلمون كما قال تعالى وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعدما الا من بعد ما العلم بغيا بينهم والا فلو سلكوا ما علموه من العدل اقر بعضهم بعضا ثم ذكر كلاما في مسائل الاختلاف والافتراق خلاصته ان الاختلاف والافتراق في الاصل قسمان اختلاف تنوع واختلاف تضاد اولا اختلاف التنوع وهو على وجوه منهما يكون كل واحد من القولين او الفعلين مشروعا كما في القراءات التي اختلف فيها الصحابة رضي الله عنهم ومثله اختلاف الانواع كما في صفة الاذان والاقامة والاستفتاح ومحل سجود السهو ونحو ذلك مما قد شرع جميعه وان كان بعض انواعه ارجح او افضل ومنه ما يكون كل من القولين هو في المعنى القول الاخر لكن العبارتين مختلفتان كما يختلف كثير من الناس في الفاظ الحدود وصوغ الادلة والتعبير عن المسميات ثم الجهل او الظلم يحمل على حمد احدى المقالتين وذم الاخرى والاعتداء على قائلها ونحو ذلك وهذا النوع من الاختلاف الذم فيه واقع على من بغى على الاخر فيه وقد دل القرآن على حمد كل واحدة من الطائفتين في مثل ذلك اذا لم يحصل بغي كما في قوله تعالى ما قطعتم من لينة او تركتموها قائمة على اصولها وقد كانوا اختلفوا في قطع الاشجار قطع قوم وترك اخرون وكما في اقرار النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يوم بني قريظة لمن صلى العصر في وقتها ولمن اخرها الى ان وصل الى بني قريظة ثانيا اختلاف التضاد وهو القولان المتنافيان اما في الاصول واما في الفروع عند الجمهور الذين يقولون ان المصيب واحد والخطب في هذا اشد لان القولين يتنافيان لكن تجد كثيرا من هؤلاء قد يكون القول الباطل مع منازعه فيه حق ما او معه دليل يقتضي حقا ما فيرد الحق مع الباطل حتى يبقى مبطلا في البعض كما كان الاول مبطلا في الاصل وهذا النوع ما حمد فيه احدى الطائفتين وذمة الاخرى قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويترتب على الايمان محبة اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بحسب مراتبهم وعملهم على الفضل والسوابق والمناقب وما فضلوا فيه على سائر الامة الشرح قوله رحمه الله ويترتب على الايمان محبة اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بحسب مراتبهم الى اخره ساق المؤلف رحمه الله هذا الكلام لبيان ما يعتقده اهل السنة والجماعة في اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وكانه رحمه الله يريد ان يرد على الروافض والخوارج فالروافض يقولون بتكفير اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وانه مرتد بعد موت النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حتى ابو بكر وعمر لم يسلما من تكفيرهم قبحهم الله ولا يستثنون من الصحابة الا ال البيت ونفرا قليلا ممن قالوا انهم من اولياء ال البيت حتى ان غلاتهم كفروا علي ابن ابي طالب وذلك لان عليا اقر الظلم والباطل حينما بايع ابا بكر وعمر وكان الواجب عليه انكار بيعتهما اما الخوارج فهم عكس الروافض فقد كفروا عليا ومعاوية بن ابي سفيان وكل من لم يكن على طريقتهم واستحلوا دماءهم اما اهل السنة والجماعة فهم وسط بين الطائفتين قال شيخ الاسلام رحمه الله ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالى والذين من بعدهم يقولون ربنا توفير لنا ولاخواننا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ماء ربنا انك رؤوف وطاعة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في قوله لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده لو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والاجماع من فضائلهم ومراتبهم ويفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعد وقاتل ويقدمون المهاجرين على الانصار ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وبانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة كما اخبر به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانوا اكثر من الف واربعمائة الى اخر ما قاله رحمه الله قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويدينون بمحبتهم ونشر فضائلهم ويمسكون عما شجر بينهم وانهم اولى الامة بكل خصلة حميدة واسبقهم الى كل خير وابعدهم من كل شر الشرح قوله رحمه الله ويدينون بمحبتهم ونشر فضائلهم الى اخره اي من الدين محبة الصحابة ونشر فضائلهم لان محبتهم من محبة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومحبة رسول الله من محبة الله اما نشر فضائلهم فتتمثل في كونهم من اصدق الناس وانصحهم واحسنهم اخلاقا وادبا بل هذه الصفات وغيرها من الصفات الحميدة لا توجد عند غيرهم قال الشيخ رحمه الله في سؤال وجواب في اهم المهمات حينما سئل عن الواجب نحو الصحابة فقال من تمام الايمان برسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومحبته محبة اصحابه بحسب مراتبهم في الفضل والسبق والاعتراف بفضائلهم التي فاقوا فيها جميع الامة وان تدين الله بحبهم ونشر فضائلهم وتمسك عما شجر بينهم وتعتقد انهم اولى الامة بكل خصلة حميدة واسبقهم الى كل خير وابعدهم عن كل شر وانهم جميعا عدول مرضيون وقوله رحمه الله ويمسكون عما شجر بين الصحابة الى اخره اي ان اهل السنة والجماعة طريقتهم الامساك عما شجر بين الصحابة لما في ذلك من توليد العداوة والبغضاء والحقد على احد الطرفين وذلك من اعظم الذنوب والواجب حب الجميع والترضي عنهم والترحم عليهم والاعتراف بفضائلهم قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويعتقدون ان الامة لا تستغني عن امام يقيم لها دينها ودنياها ويدفع عنها عادية المعتدين الشرح وقوله رحمه الله ويعتقدون ان الامة لا تستغني عن امام الى اخره قال في سؤال وجواب في اهم المهمات نعتقد ان نصب الامام فرض كفاية فان الامة لا تستغني عن امام يقيم لها دينها ودنياها ويدفع عنها عادية المعتدين ويقيموا الحدود على الجناة ولا تتم امامة الا بطاعة في المعروف في غير معصية والجهاد ماض مع البر والفاجر ويعانون على الخير وينصحون عن الشر قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ولا تتم امامته الا بغير معصية الله تعالى الشرح قوله رحمه الله ولا تتم امامته الا بغير معصية الله الى اخره هذا مما جاءت به نصوص الكتاب والسنة فاهل السنة والجماعة يرون ان طاعة ولي الامر واجبة وان كان فاسقا بشرط الا يخرجه فسقه الى الكفر البواح الذي عندنا فيه من الله برهان فهذا لا طاعة له بل يجب على الامة ازالته عن تولي امر المسلمين ودليل اهل السنة على وجوب طاعة الامام كثيرة منها قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وعن عبد الله ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم انه قال على المرء المسلم السمع والطاعة فيما احب وكره الا ان يؤمر بمعصية فاذا امر بمعصية فلا سمع ولا طاعة والامامة هنا ليست قاصرة على الملوك والرؤساء بل هي شاملة قادتهم في تنظيم شؤون الدنيا وفي اقامة معالم الدين ونشره بين الناس فيدخل في ذلك الامام الاعظم والقضاة والامراء وجميع من لهم ولاية عامة او خاصة قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويرون انه لا يتم الايمان الا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد والا باللسان والا فبالقلب على حسب مراتبه الشرعية وطرقه المرعية الشرح قوله رحمه الله ويرون انه لا يتم الايمان الا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر الى اخره ذلك لان الله وصف هذه الامة بذلك قال تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وقوله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وقوله رحمه الله لا يتم اي لا يكمل ايمان العبد الا بذلك وقوله رحمه الله باليد والا باللسان والا بالقلب هذه مراتب تغيير المنكر الثلاث دليلها قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان وقوله رحمه الله على حسب مراتبه الشرعية اي التي ذكرناها انفا وهي مرتبة التغيير باليد ومرتبة التغيير باللسان ومرتبة التغيير بالقلب وقوله رحمه الله وطرقه المرعية اي الطرق التي رعاها الشارع ووضعت كضوابط للامر والنهي فمن هذه الضوابط الاول ان يكون الامر بالمعروف والناهي عن المنكر عالما بما يأمر به الثاني ان يكون قادرا على ذلك فان علم يقينا انه قد يلحقه اذى في ما له او نفسه او اهله فلا يجب عليه لان جميع الواجبات مشروطة بالقدرة والاستطاعة الثالث الا يترتب على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مفسدة اعظم من السكوت وبهذا يكون انكار المنكر اربع درجات الاولى ان يجول ويخلفه ضده فهذا مشروع بل هو واجب شرعا الثانية ان يقل المنكر وان لم يزل من جملته فهذا ايضا واجب شرعا الثالثة ان يخلفه ما هو مثله من منكر فهذا محل نظر واجتهاد الرابعة ان يخلفه ما هو شر منه فهذا محرم قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره وبالجملة فيرون القيام بكل الاصول الشرعية على الوجه الشرعي من تمام الايمان والدين ومن تمام هذا الاصل الشرح قوله رحمه الله وبالجملة فيرون القيام بكل الاصول الشرعية الى اخره اي التي ذكرها المؤلف والتي لم يذكرها وجعلها اهل العلم اصولا شرعية وقوله على الوجه الشرعي اي الذي جاءت به نصوص الكتاب والسنة واجماع المسلمين وغيره من تمام الايمان اي لا يتم ايمان العبد الا بالقيام بكل الاصول الشرعية فمن قام بهذه الاصول الشرعية الصحيحة المحكمة فهو المؤمن حقا فان فاقد الايمان بها لا خير فيه لانه اذا عدم الايمان فاما ان يكون الانسان احواله كلها شر وضرر على نفسه او على مجتمعه الذي يعيش فيه او يكون الانسان فيه بعض الخير الذي قد انغمر بالشر وغلب شره خيره قال الشيخ رحمه الله والمصالح اذا ان غمرت واضمحلت في المفاسد صارت شرا لان الخير الذي معه يقابله شر نظيره فيتساقطان ويبقى الشر الذي لا مقابل له من الخير يعمل به