المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره الاصل الخامس طريقهم في العلم والعمل وذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ويلزمون ان لا طريق الى الله والى كرامته الا بالعلم النافع والعمل الصالح فالعلم النافع هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم مجتهدون في معرفة معانيها والتفقه فيها اصولا وفروعا الشرح قوله رحمه الله الاصل الخامس طريقهم في العلم والعمل بعد ان انتهى المؤلف رحمه الله من بيان طريقة اهل السنة والجماعة العقدية والعملية بدأ في بيان طريقتهم في العلم والعمل فقال رحمه الله وذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ويلزمون الا طريق الى الله اي لا طريق موصل الى الله تعالى والى كرامته اي ما يكرم به الرب العبد من كرامات حسية او معنوية فالحسية ما يجريها الله تعالى على يديه كما جرى للاولياء من هذه الامة والتكريم المعنوي هو ما يحصل لنفس الانسان من الراحة والانس بالله ومحبته ومحبة ما شرعه لعباده فهذا اعظم كرامة يكرم بها الله العبد بل واعظم من ذلك تكميل عبودية الله الظاهرة والباطنة العلمية والعملية القولية والفعلية والمالية ولا يتم ذلك الا بامرين ذكرهما المؤلف رحمه الله فقال الا بالعلم النافع والعمل الصالح اما العلم النافع فقد وضحه المؤلف بقوله هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الى قوله فهذا طريقهم في العلم اما العمل الصالح فقد بينه رحمه الله بقوله فانهم يتقربون الى الله تعالى بالتصديق والاعتراف التام بعقائد الايمان التي هي اصل العبادات واساسها فالعمل الصالح اي المصلح للقلوب والاخلاق والدنيا والاخرة فاذا خلى هذا العمل من الصلاح خربت عقائد البشر وبخراب العقائد تخرب الدنيا ولذا قيده رحمه الله بالصالح اما الاعمال الفاسدة فهي في الحقيقة خراب للافراد والمجتمعات وما اكثرها في هذا الزمان فما اكثر الذين يدعون الى التحلل الديني والعقدي والاخلاقي ويظنون بذلك انهم يحسنون صنعا قال تعالى في وصفهم قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم وهم يحسبون انهم صنعا اولئك الذين كفروا بايات ربهم اه ايه بآيات ربهم ولقائه فحبطت اعمالهم فحبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناه وقوله مجتهدون في معرفة معانيها اي معرفة معاني الكتاب والسنة وما تدل عليه هذه المعاني والتفقه فيها لانها اصل من اصول التشريع الذي يستمد منه الفقه في الدين قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويسلكون جميع طرق الدلالات فيها دلالة المطابقة ودلالة التضمن ودلالة الالتزام ويبذلون قواهم في ادراك ذلك بحسب ما اعطاهم الله الشرح قوله رحمه الله ويسلكون جميع طرق الدلالات فيها دلالة المطابقة ودلالة التضمن ودلالة الالتزام اي اهل السنة مسلكهم في الادلة شامل لجميع الدلالات فان كان الدلالة الكتاب والسنة على جميع المعنى فهي دلالة مطابقة وان كانت على بعضه فدلالة تضمن وان كانت على توابع الحكم من شروط وتتمات فدلالة التزام تخرجنا من قوله رحمه الله هذا شمول العمل بالسنة وقوله رحمه الله ويبذلون قواهم في ادراك ذلك بحسب ما اعطاهم الله اي ان اهل السنة يبذلون ما في وسعهم وما اعطاهم الله تعالى من علم وادراك وقوة سواء بالنظر الى اقوال اهل العلم او بالذهاب اليهم وسؤالهم عما عليهم في الكتاب والسنة قال ابن سعدي رحمه الله في بيان دلالة التضمن والالتزام والمطابقة والدلالة من الكتاب والسنة ثلاثة اقسام دلالة مطابقة اذا طبقنا اللفظ على جميع المعنى ودلالة تضمن اذا استدللنا باللفظ على بعض معناه ودلالة التزام اذا استدللنا بلفظ الكتاب والسنة ومعناهما على توابع ذلك ومتمماته وشروطه وما لا يتم ذلك المحكوم فيه او المخبر عنه الا به قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويعتقدون ان هذه هي العلوم النافعة هي وما تفرع عليها من صحيحة ومناسبات حكمية وكل علم اعان على ذلك او وازره او ترتب عليه فانه علم شرعي كما انما ضاده وناقضه هو علم باطل فهذا طريقهم في العلم الشرح قوله رحمه الله ويعتقدون ان هذه هي العلوم النافعة اي المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم هي وما تفرع عليها من صحيحة ذلك لان القياس احد الادلة التي تثبت بها الاحكام الشرعية ومناسبات حكمية اي ما تناسب مع هذه العلوم النافعة من احكام وكل علم اعان على ذلك او وازره او ترتب عليه فانه علم شرعي حد العلم ما قامت عليه الادلة والبراهين والنافع من هذا العلم ما تعلق بالدين وكان من العلوم المعينة عليه فهذه الاختراعات الحادثة التي استخدمها الداعون الى الله تعالى هي من العلوم النافعة بل هي من العلوم الشرعية فهي معينة على الدين وقوة المسلمين قال الشيخ بن سعدي رحمه الله والعلم النافع هي العلوم الشرعية وما اعان عليها من العلوم العربية بانواعها ومن العلوم الشرعية تعلم الفنون المعينة على الدين وعلى قوة المسلمين وعلى الاستعداد للاعداء للمقاومة والمدافعة فانها داخلة في الجهاد في سبيل الله وقوله رحمه الله كما انما ضاده وناقضه هو علم باطل الضمير في ضاده يعود على العلم الشرعي فكل علم ناقض العلوم الشرعية وضادها كعلم الكلام والفلسفة والعلوم المخالفة للدين التي سماها اهلها رقيا وتقدما وغيرها من العلوم التي تضر بالافراد والمجتمعات كلها علوم باطلة وان زخرفها اهلها بالمسميات وروجوا لها بانها من الثقافة العصرية ونحو ذلك كل هذه العلوم باطلة مضادة للعلوم الشرعية النافعة قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره واما طريقهم في العمل فانهم يتقربون الى الله تعالى بالتصديق والاعتراف التام بعقائد الايمان التي هي اصل العبادات واساسها الشرح قوله رحمه الله واما طريقهم في العمل فانهم الى اخره بعد ان ذكر رحمه الله طريقة اهل السنة في العلم بدأ في بيان طريقتهم في العمل فان منهجهم فيه هو التقرب الى الله تعالى مع الاذعان والتصديق والاعتراف بعقائد الايمان التي بينها رحمه الله في هذه الرسالة فان هذه العقائد هي اصل العبادات واساسها وما عداها فرع على هذه الاصول قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ثم يتقربون الى الله باداء فرائض الله المتعلقة بحقه وحقوق عباده مع الاكثار من النوافل وبترك المحرمات والمنهيات تعبدا لله تعالى الشرح قوله رحمه الله ثم يتقربون الى الله باداء فرائض الله المتعلقة بحقه فالصلاة والزكاة والحج والصوم والجهاد في سبيله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من الفرائض التي هي حق خالص لله تعالى اما الفرائض المتعلقة بحقوق عباده فهي كحقوق الوالدين وكذا صلة الارحام وحقوق الجار وزيارة المريض وتشميت العاطس وتشييع الجنائز وغيرها مما هو حق محض للعباد قوله رحمه الله مع الاكثار من النوافل وبترك المحرمات والمنهيات كنافلة الصلاة والصوم والحج والعمرة والصدقة وغيرها من النوافل المشروعة بل من صفتهم ايضا انهم المحرمات التي افاضت بها نصوص الكتاب والسنة وكذلك المنهيات وقوله تعبدا لله تعالى اي ليس عبادة بدون قصد ونية بل عبادة لله تعالى فالعبد اذا فعل المأمور وترك المحظور تعبدا لله اجر عليه فكأن المؤلف رحمه الله يريد ان يحثنا على ان تكون اعمالنا كلها بنية لكي نؤجر على ذلك قال الشيخ السعدي رحمه الله في مختصره ويعلمون ان الله لا يقبل الا كل عمل خالص لوجهه الكريم مسلوكا فيه طريق النبي الكريم ويستعينون بالله في سلوك هذه الطرق النافعة التي هي العلم النافع والعمل الصالح الموصل الى كل خير وفلاح وسعادة عاجلة واجلة والحمدلله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الشرح قوله رحمه الله ويعلمون ان الله لا يقبل الا كل عمل خالص لوجهه الكريم بعد ان بين رحمه الله الاصول الجامعة لمنهج اهل السنة والجماعة وبين سلوكهم في العلم والعمل بين ان هذا لا يقبل الا بشرطين الاول الاخلاص لله تعالى الثاني اتباع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال رحمه الله هاتان القاعدتان وهي الاخلاص والمتابعة شرط لكل عبادة ظاهرة وباطنة فكل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل وكل عمل لا يكون على سنة رسول الله فهو مردود فاذا اجتمع للعمل الاخلاص للمعبود وهو ان يراد بالعمل وجه الله وحده والمتابعة للرسول وهو ان يكون العمل قد امر به فهو العمل المقبول وقوله رحمه الله ويستعينون بالله في سلوك هذه الطرق الى اخره اي ان اهل السنة والجماعة عند شروكهم الطرق النافعة يعلمون انه لا بد من الاستعانة بالله للحصول على العلم النافع والعمل الصالح ولذا يقولون دائما اياك نعبد واياك نستعين اي نستعين بك على مصالحنا الدينية والدنيوية فانت المعين على ذلك ولذا قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم لمعاذ لا تدعن ان تقول دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فالعبد محتاج الى ربه في كل شيء في عبوديته له وفي شؤون حياته التي يعيشها هو دائما في حاجة الى ربه ان يعينه عليها اسأل الله تبارك وتعالى ان يعيننا على ما فيه الخير والفلاح لنا في الدنيا والاخرة انه سبحانه جواد كريم واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين