المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الامام ابن القيم رحمه الله فصل في مذهبهم في الحكمة والايمان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته هذا الفصل فيه مبحثان جليلان احدهما في الكلام على الحكمة وهو قوله وكذاك قالوا ما له من حكمة الى اخره قال الامام ابن القيم رحمه الله وكذاك قالوا ما له من حكمة هي غاية للامر والاتقان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وكذلك قالوا ما له من حكمة هي غاية اي مقصودة للامر اي الشرع والاتقان اي الخلق يعني انهم نفوا الحكمة في خلقه وشرعه تعالى فعندهم الا حكمة في الخلق والامر والنهي بل ما ثم الا الترجيح بمجرد المشيئة بل خلق للمخلوقات وامر بالمأمورات لمحض المشيئة وصرف الارادة لا لحكمة اقتضته وصفات اختص بها هذا المرجح على المرجح عليه فتفضيله جبريل على ابليس ومحمد على ابي جهل لمحض المشيئة لا لحكمة وذلك معنى قوله بلا رجحان اي بلا مرجح ظاهر قال الامام ابن القيم رحمه الله ما ثم غير مشيئة قد رجحت مثلا على مثل بلا رجحان هذا وما تلك المشيئة وصفه بل ذاته او فعله قولان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله هذا وما تلك المشيئة وصفه البيت اي ومع قولهم هذا المعلوم بطلانه عقلا وشرعا لم يثبتوا ان مشيئته وصف له بل هي ذاته كما تقدم انهم يجعلون الصفات ترجع الى مجرد الذات او فعله قولان اي مفعوله فعندهم اي مفعوله اعندهم ان الخلق هو المخلوق والفعل هو المفعول قال الامام ابن القيم رحمه الله وكلامه مذكى غيرا كان مخ لوقا له من جملة الاكوان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وكلامه مذ كان غيرا الى اخره اي ان كلامه عندهم غيره ليس صفة له وما كان غيره فهو مخلوق بائن عنه خلقه الله في بعض الاجسام فبدا من ذلك الجسم لا من الله ولا يقوم بالله كلام بل ولا ارادة كما حقق المؤلف ذلك في البدائع ومناسبة ذكر الكلام هنا ان الحكمة ثابتة عند السلف بالخلق والامر فحقق المؤلف الامرين هنا بيان مذهبهم وهو مما يعلم بطلانه في الشرع والعقل والفطرة وقد ابطله المؤلف في مفتاح دار السعادة بما يزيد على مائة وستين وجها واما مذهب السلف فهو ان الله حكم في شرعه وقدره في اقواله وافعاله ودليل حكمته في الشرع قوله تعالى ومن احسن من الله حكما وفي القدر قوله الذي احسن كل شيء خلقه والتي تعم الامرين قوله تعالى صنع كل شيء اي شرعا وقدرا فالله احكم الحاكمين والحكمة هي وضع الاشياء مواضعها والجهمية ينفون وصفه بالحكمة المبحث الثاني في الكلام على الايمان وهو قوله قالوا واقرار العباد الى اخره قال الامام ابن القيم رحمه الله قالوا واقرار العباد بانه خلاقهم هو منتهى الايمان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قالوا واقرار العباد الى اخره اعندهم ان الايمان هو المعرفة والتصديق اي الاقرار بان الله هو خالق العالم فلا تدخلوا الاقوال والاعمال في مسمى الايمان وعندهم ان ايمانا الناس سواء وان الايمان لا يتفاضل بل ايمان اصدق الناس وابرهم كايمان افسقهم وافجرهم قالوا ولا يفضل ايمان محمد وجبريل على ايمان افسق الناس وانما يفضله بالطاعات وهي امر خارج عن الايمان ولهذا قال والناس في الايمان شيء واحد الى اخره قال الامام ابن القيم رحمه الله والناس في الايمان شيء واحد كالمشطع عند تماثل الاسنان فاسأل ابا جهل وشيعته ومن ولا هموم عابد اوثان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته والناس في الايمان شيء واحد كالمشط عند تماثل الاسنان اي استوائها في الطول والقصر واما اذا اختلفت فلا يطابق التشبيه ثم قال المؤلف على سبيل الالزام فاسأل ابا جهم الى اخره قال الامام ابن القيم رحمه الله وسل اليهود وكل اقنف مشرك عبد المسيح مقبل الصلبان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وسل اليهود وكل اقلف مشرك الاقلف الذي لم يختتن قال الامام ابن القيم رحمه الله واسأل ثمود وعاد بل سل قبلهم اعداء نوح امة طوفان واسأل ابا الجن اللعين اتعرف خلاق ام اصبحت ذا نكران قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله واسأل ابا الجن البيت كما قال تعالى افتتخذونه وذريته اولياء من دوني هم لكم عدو بسل الظالمين بدلا قال الامام ابن القيم رحمه الله واسأل شرار الخلق اعني امة لوطية هم ناكح ذكران واسأل كذا امام كل معطل فرعون مع قارون معهامان هل كان فيهم منكر للخالق رب العظيم مكون الاكوان فليبشروا ما فيه مومن كافر هم عند جهم كامل الايمان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته هذا ليس مذهبا للجهم ولا يقول به وانما هو من لازم مذهبه لان هؤلاء معترفون بالخالق مصدقون به فاذا كان الايمان والتصديق كما زعمت الجهمية بل يبشروا ان ما فيهم من كافر لانهم مصدقون بالله معترفون به هذا تفصيل مذهبهم في الايمان وقد تضمن عدة مسائل من كرة مصادمة للنصوص منها ان اخرجوا جميع الاقوال والاعمال من الايمان وقد تكاثرت النصوص في دخولها فيه ومنها انهم جعلوا ايمان ابر الناس كايمان افسقهم ومنها انهم انكروا ان الايمان يزيد وينقص وقد دل الكتاب والسنة واجماع سلف الامة على انه يزيد وينقص ومنها ان ما الزمهم به المصنف من قوله اسأل ابا جهم الى اخره وارد عليهم فقد ثبت في الكتاب والسنة ان هؤلاء يعرفون ربهم ويقرون به ولا ينكرونه كما قال تعالى قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون الى غيرها من الايات وقال عن فرعون وملأه وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا اه الى غير ذلك وهم يدفعون هذا الايراد بقولهم ان كل من حكم الله او رسوله بكفره فليس في قلبه ادنى معرفة لله وهذا مكابرة للنصوص واما مذهب اهل الحديث فهو ان الايمان يدخل فيه اربعة اشياء اقوال اللسان واعمال الجوارح واعتقادات القلوب وهي اقوالها كالتصديق واعمال القلوب كالمحبة والتوكل والفرق بين اعتقادات القلوب واعمالها ان اعتقاداتها هي تصديقها فهي مترتبة على العلم واعمالها مترتبة على الارادة والمحبة والجامع لها الانابة فكل اعمال القلوب داخلة فيها فليس كل من صدق بشيء عمل به كالمنافقين واهل الكتاب ونحوهم فانهم يعتقدون ان الرسول حق ومع ذلك لم يطيعوه والايمان عند اهل الحديث يزيد وينقص