المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الامام ابن القيم رحمه الله فصل في اعتراضهم على القول بدوام فاعلية الرب جل جلاله وكلامه والانفصال عنه قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته معنى الانفصال عنه اي والجواب عنه والتخلص من هذا الاعتراض وكثيرا ما ترد هذه اللفظة قال الامام ابن القيم رحمه الله فلا ان زعمتم انذاك تسلسل قلنا صدقتم وهو ذو انكان كتسلسل التأثير في مستقبل هل بين دينك قط من فرقان والله ما افترقا لذي عقل ولا نقل ولا نظر ولا برهان في سلب امكان ولا في ضده هذي العقول ونحن ذو اذهان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله فلان زعمتم يا معشر الاشاعرة والكلابية ان ذاك اي دوام فاعلية الرب وكلامه تسلسل اي في الماضي قلنا ان تسلسلها في الازل ممكن كما انه في المستقبل ممكن وانتم تقرون به فما الفرق بينهما فليس بينهما فرق لا في العقل ولا في النقل ولا في النظر او الفكر ولا في البرهان وهو الدليل فليس بينهما فرق في امكانهما ولا في سلبه بل حكمهما واحد فاما ان يثبتا جميعا كما قاله السلف او ينفيا جميعا كما قالته الجهمية واما التفريق فتناقض قال الامام ابن القيم رحمه الله فالني يأتي بالفرقان من هو فارق طرقا يبين لصالح الاذهان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله فرقا يبين لصالح الاذهان اي فالفرق الواضح الذي يبين ويظهر ان له فائدة واختلافا بين المفرق بينهما اما بالمعنى او باحد اللوازم واما الفرق اللفظي فهذا وجوده كعدمه فلا يترتب عليه فائدة ولا يحصل به ايضاح وبيان ويكفي في رده مقابلته بضده فاذا فرق احد بين شيئين متماثلين وادعى ان بينهما فرقا وعللهما بعلة وهو يدعي ان هذا الفرق له معنى فاعكس عليه القضية وان في ما اثبته واثبت ما نفاه وعلل ذلك بنفس ما علل به قوله فهل يجد لذلك دليلا واضحا فالصواب انهما شيء واحد قال الامام ابن القيم رحمه الله ولذاك سوى الجهم بينهما كذا العلاف في الانكار والبطلان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وكذاك سوى الجهم الى اخره اي لاجل تناقض قول هؤلاء ولكن اطبقت الامة واتفقت وتواترت النصوص الصريحة الصحيحة على بطلان قوله عقلا ونقلا وفطرة وشرعا قال الامام ابن القيم رحمه الله ولاجل ذا حكما بحكم باطل قطعا على الجنات والنيران قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله على الجنات والنيران الى اخره قد تقدم لك تحقيق مذهبهم وبيانه وتفصيله في الفصل وهو قوله وقضى بان الله كان معطلا الى اخره فراجعه ان شئت قال الامام ابن القيم رحمه الله فالجهم افنى الذات والعلاف حركات افنى قاله الثوراني وابو علي وابنه والاشعري اي وبعده ابن الطيب الرباني قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وابو علي هو الجبائي محمد بن عبدالوهاب وابنه هو ابو هاشم بن محمد الجبائي وابو الحسن الاشعري وبعده ابن الطيب هو ابو بكر ابن الباقلاني كل هؤلاء وامثالهم من اهل الكلام فرقوا بين التسلسل في الماضي والمستقبل فاثبتوه في المستقبل ونفوه في الماضي لاجل التناقض بين الاولي والمحدث اي كيف يكون فعله ازليا وهو مع ذلك محدث وهذا منهم مكابرة وترويج فان قصدهم الزامنا بان الفرد من افعال الله ازلي قديم ونحن لا نقول بذلك بل نقول ان نوع فعل الله وجنسه قديم ازلي واما افراده واحاده فهو حادث فكما ان كل فرد من افعال الله فبعده فرد الى ما لا نهاية له فكذلك كل فرد منها فقبله فرد الى ما لا بداية له قال الامام ابن القيم رحمه الله وجميع ارباب الكلام الباطل مذموم عند ائمة الايمان فرقوا وقالوا ذاك فيما لم يزل حق وفي ازل بلا امكان قالوا لاجل تناقض الازل احداث ما هذان يجتمعان لكن دوام الفعل في مستقبل ما فيه محذور من النكران فانظر الى التلبيس في ذا الفرق ترى والعميان ما قال ذو عقل بان الفرد ذو اذان لذي ذهن ولا اعيان بل كل فرد فهو مسبوق بفرع ونظير هذا كل فرد فهو ملئ حوق بفرد بعده حكمان للنوع والآحاد مسبوق وملئ احوق وكل فهو منها فاني قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله للنوع والاحاد الى اخره المراد بالنوع هنا رديف الاحاد وقوله في البيت بعده والنوع لا يفنى الى اخره قال الامام ابن القيم رحمه الله والنوع لا يفنى اخيرا فهو لا يفنى كذلك اولا ببيان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته والنوع لا يفنى مراده النوع مرادف الجنس فلا تناقض قال الامام ابن القيم رحمه الله وتعاقبوا الانات امر ثابت في الذهن وهو كذا في الاعيان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وتعاقب الالات الى اخره اي ومن جملة ما خلقه الله الانات فخلقه لها جنس فهو قديم ازلي فلذاك لا يوجد في الخارج ولا يتصور في الذهن ان ثم زمانا الا وقبله زمان الى ما لا بداية له كما انها كذلك الى ما لا نهاية له واما افراد خلقه للزمان فهو حادث قال الامام ابن القيم رحمه الله فاذا ابيتم ذا وقلتم اول اناتي مفتتح بلا نكران ما كان ذاك الان مسبوقا يرى الا بسلب وجوده الحقان فيقال ما تعنون بالانات هل تعنون مدة هذه الازمان من حين احداث السماوات العلى والارض والافلاك والقمران ونظنكم تعنون ذاك ولم يكن من قبلها شيء من الاكوان هل جاءكم في ذاك من اثر ومن نص ومن نظر ومن برهان هذا الكتاب وهذه الاثار معقول في الفطرات والاذهان انا نحاكمكم الى ما شئتم منها فحكم الحق ذو تبيان اوليس خلق الكون في الايام كاء نوى ذاك مأخوذ من القرآن قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله فاذا ابيتم ذا الى اخره اي فاذا ابيتم ومنعتم تعاقب الانات وقلتم ان اول الالات والازمان التي هي الليل والنهار مفتتح به اي انه حادث والدليل على ذلك انذاك الان اذا كان موجودا فذاك فاذا سبقه ان اخر فقد سبقنا سلب وجوده وهو عدمه فعدمه دليل على عدم قدمه وانه حادث فيقال لهم ما تعنون بالانات هل هي من وجود السماوات والارض الى ما بعدها واما ما قبلها فلا هو ببالكم ولا تعلمون ولا تقولون ان الله خلق قبل السماوات والارض وهذا الكون شيئا ابدا ونظنكم تعنون هذا فباي وجه قلتم هذا القول وباي كتاب ام باي سنة ام باي اثر ام باي دليل وبرهان ام باي عقل وفطرة بل الدليل على خلاف ذلك فقد ثبت بغير اية ان الله خلق السماوات والارض في ستة ايام وهذه الايام ظرف ومدة لخلق السماوات والارض وغيرها وما قبل ذلك لا يعلمه الا الله قال الامام ابن القيم رحمه الله اوليس ذلكم الزمان بمدة لحدوث شيء وهو عين زمان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله وهو عين زماني اي وهو الزمان المعروف قال الامام ابن القيم رحمه الله فحقيقة الازمان نسبة حادث لسواه تلك حقيقة الازمان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله فحقيقة الازمان الى اخره اي فان الزمان حقيقة هو نسبة بعض المحدثات الى بعضها هل كان قبلها ام بعدها فالذي بينهما هو الزمان بقطع النظر عن الليل والنهار فان الزمان موجود قبل وجودهما واعلم ان التسلسل ثلاثة انواع نوع اثباته حق ونوعان اثباتهما باطل فالحق التسلسل في الاثار وهو ان افعال الله كل فعل قبله فعل وبعده فعل واما الباطلان فالتسلسل في المؤثرين وهو من خلق هذا ثم من خلق خالقه من فعل هذا ثم من فعل فاعله فهذا باطل والثاني فالتسلسل في الشروط نحو من شرط وجود الابن الاب فمن هو ابو الاب؟ ومن ابوه ومن ابو ابيه وهكذا فالتسلسل في الاخيرين باطل وفي الاول حق هذا في الماضي واما في المستقبل فكذلك واما الجهمية فنفوا هذه الثلاثة مطلقا في الماضي والمستقبل والاشاعرة والكلابية نفوها في الماضي دون المستقبل فاثبتوا فيه التسلسل في الاثار قال الامام ابن القيم رحمه الله واذكر حديث السبق للتقدير توقيت قبل جميع ذي الاعيان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله واذكر حديث السبق الى اخره هو ما رواه عبدالله بن عمرو مرفوعا ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء قال الامام ابن القيم رحمه الله خمسين الفا من سنين عدها مختار سابقة لذي الاكوان هذا وعرش الرب فوق الماء منه قبل السنين بمدة وزمان والناس مختلفون في القلم الذي كتب القضاء به من الديان هل كان قبل العرش او هو بعده قولان عند ابي على الهمذان والحق ان العرش قبل لانه قبل الكتابة كان ذا اركان وكتابة القلم الشريف تعقبت ايجاده من غير فصل زمان لما براه الله قال اكتب كذا فغدى بامر الله ذا جريان فجرى بما هو كائن ابدا الى يوم الميعاد بقدرة الرحمن قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله من غير فصل زمان اي ووجهه ان قوله لما خلق فلما شرط وقوله قال له اكتب فهذا جواب الشرط والجواب وشرطه متعاقبان ليس بينهما مهلة وهذا مأخوذ من لفظ الحديث او من الحديث الاخر وهو قوله اول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال الامام ابن القيم رحمه الله افكان رب العرش جل جلاله من قبل ذا عجز وذا نقصان ام لم يزل ذا قدرة والفعل مقى دور له ابدا وذو كان فلان سئلت وقلت ما هذا الذي اداهموا لخلاف ذا التبيان ولاي شيء لم يقولوا انه سبحانه هو دائم الاحسان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله فلان سألت الى اخره اي لما كان الامر واضحا ثابتا بالكتاب والسنة والعقل والفطرة فما الذي حمله على خلافه قال الامام ابن القيم رحمه الله فاعلم بان القوم لما اسسوا اصل الكلام عمو عن القرآن وعن الحديث ومقتضى المعقول بل عن فطرة الرحمن والبرهان وبنوا قواعدهم عليه فقادهم قصرا الى التعطيل والبطولان نفي القيام لكل امر حادث بالرب خوف تسلسل الاعيان فيسد ذاك عليه موفي زعمهم اثبات صانع هذه الاكوان اذ اثبتوه بكون ذي الاجساد حاء ديفاتا فلا تنفك عن حدثان فاذا تسلسلت الحوادث لم يكن لحدوثها اذ ذاك من برهان فلاجل ذا قالوا التسلسل باطل والجسم لا يخلو عن الحدثان فيصح حينئذ حدوث الجسم منه هذا الدليل بواضح البرهان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته فالجواب انهم اسسوا قواعدهم واصولهم ومعلوماتهم على علم الكلام المذموم وتركوا نصوص الوحيين فقادهم قصرا وقهرا الى القول بان كل امر حادث بالرب فليس متصفا به ولا قائما به وذلك خوف تسلسل الاعيان اي فاذا قالوا ان افعال الله قد قامت به ازلا لزم ان تكون اثارها ازلية فيصد ذاك عليهم في زعمهم اثبات صانع هذه الاكوان الى اخره اي ان المتكلمين اثبتوا ان الله قديم واستدلوا على ذلك بحدوث العالم والاجسام فاذا قالوا بتسلسل افعال الله في الاول لزم تسلسل الاعيان فيلزم من ذلك بطلان دليلهم على قدم الله وحدوث العالم فاذا تسلسلت الحوادث لم يجدوا دليلا يستدلون به على الفلاسفة القائلين بقدم العالم قال الامام ابن القيم رحمه الله هذه نهايات لاقدام الوراء قيد المقام الضيق الاعطاني فمن الذي يأتي بفتح بين ينجي الورى من غمرة الحيران فالله يجزيه الذي هو اهله من جنة المأوى مع الرضوان