على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله لا اله الا هو واليه النشور اللهم انا اصبحنا منك في نعمة وعافية وستر فاتم علينا نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والاخرة اللهم ما اصبح بنا من نعمة او باحد اما بعد فهذه هي الحلقة الثالثة والثلاثون في سلسلة الاسوة الحسنة موضوعها القناعة القناعة الرضا باليسير من العطاء الاستغناؤه الموجود وترك التشوف الى المفقود والرضا بما دون الكفاية الرضا بما اعطى الله عز وجل لقد جاء الترغيب في القناعة في نصوص الوحيين قرآنا وسنة صحيحة يقول الله جل جلاله في كتابه الكريم فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر القناعة الرضا تعفف ترك السؤال القانع الذي لا يسأل من قناعته لا يقنع لا يسأل نعم رضي بما قسم الله عز وجل له فترك السؤال لقول الله سبحانه وتعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة في الدنيا ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون في الاخرة فسر في الحياة الطيبة في الدنيا بانها القناعة الحياة الطيبة القناعة فمن قنع بما كسب بما قسم الله له كان اغنى الناس في السنة المطهرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم قد افلح من اسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما اتاه اي قنعه الله بالكفاف فلم يطلب الزيادة والكفاف لا يكف من الحاجات ويدفع الضرورات وقمعه الله او جعله قانعا بما اتاه فيها وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه اللهم اجعل رزق ال محمد قوتا او يكفيهم من القوت بما لا يرهقهم الى ظل السؤال ولا يكون فيه فضول. يبعث عن الترفه والتبسط في في الدنيا. وفيه حجة لمن فضل الكفاف لانه انما يدعو لنفسه واهله بافضل الاحوال صلوات ربي وسلامه عليه في حديث النبي صلى الله عليه وسلم من اصبح امنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت اليه الدنيا بحذافيرها وفي حديث ابي هريرة ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم لن يأخذ عني بهؤلاء الكلمات ويعمل بهن او يعلم من يعمل بهن فقلت انا يا رسول الله فاخذ بيدي فعد خمسا فقال اتقي المحارم تكن اعبد الناس وارض بما قسمه الله لك تكن اغنى الناس واحسن الى جارك تكن مؤمنا واحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ولا تكثر الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب محل الشاهد وارض بما قسم الله لك تكن اغنى الناس فان من قنع بما قسمه الله له ولم يطمع فيما في ايدي الناس استغنى عنهم فليس لنا عن كثرة العرب وانما الغنى غنى ابن عباس كان يقول القناعة مال لا نفاد له علي بن ابي طالب كان يقول الرزق رزقان. فرزق تطلبه ورزق يطلبك فان لم تأتك اتاك سعد ابن ابي وقاس كان يقول لابنه يا بني اذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة فانها مال لا ينفد واياك والطمع فانه فقر حاضر وعليك باليأس فان لم تيأس لم تيأس من شيء قط الا اغناك الله تعالى عنه عمر ابن عبدالعزيز الفقه الاكبر القناعة وكف اللسان. القناعة وكف اللسان ابو سليمان الدوراني كان يقول ان قوما طلبوا الغنى فحسبوه انه في جمع المال الا وانما الغنى في القناعة وطلب الراحة في الكثرة وانما الراحة في القلة وطلبوا الكرامة من الخلق الا وهي في التقوى وطلبوا النعمة في اللباس اللين في اللباس الرقيق واللين وفي الطعام الطيب والنعمة في الاسلام الستر في العافية ان الحسن البصري كان يقول لا تزال كريما على الناس او لا يزال الناس يقيمونك ما لم تعاطى ما في ايديهم فاذا فعلت ذلك استخفوا بك وكرهوا حديثك وابغضوك لا تزال كريما على الناس ولا يزال الناس يقيمونك. ما دام تعاطى ما في ايديهم. فان فعلت ذلك استخفوا بك وكرهوا حديثك وابغضوه من فوائد القناعة انها سبب لنيل محبة الله عز وجل علامة من علامات كمال ايمان العبد تجعل صاحبها يعيش حياة طيبة تسيء المودة والالفة بين الناس تأمل قول الله جل وعلا وهو يقول لنبيه ولا يسألكم اموالكم ان يسألتموها فيحصيكم يشتد عليكم تبخلوا ويخرج اضغانكم. هذا مع النبي عليه الصلاة والسلام. فكيف بمن دونه من الخلق تكسب الانسان قوة الايمان والرضا بما قسمه الله له. سبيل لراحة النفس والبعد عن الهموم للبركة وعز النفس وغناها وتحقيق لشكر نعمة الله عز وجل القناعة مراتب نعم ان تقنع بالبلغة بالقدر الذي يقوم بامرك او ان تنتهي لك القناعة الى الكفاية يعني ترتفع من القناعة الى ان تطلب ما يكفيك والوجه الثالث ان تتعامل بما سنح بما اتيح فنايت له العبد ما اتاه الله ان كان كثيرا ولا يتطلب ما تعذر ان كان يسيرا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يرد موجودا ولا يتكلف مفقودا الموجود ماشي الحال المفقود لا تتبعه نفسه وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم لا يرد موجودا ولا يتكلف مفقودا ان جاءك المال بسخاوة نفس خذه ولا تستشرف نفسك من موانع اكتساب القناعة مجالسة المترفين وطلب التوسع في الدنيا ترك قراءة القرآن وترك تدبره وقلة تذكر الموت والدار الاخرة انغماس في الشهوات توسع في المباحات كل هذه من الاسباب التي آآ تمنع من اكتساب القناعة مما يعين على اكتسابها قال ان تكتفي بما ساقه الله اليك من الرزق ان تطلع على سير السلف الصالح وزهدهم وقناعتهم ان تقتصد في النفقة والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما كانت نفقتهم الحسنة بين سيئتين ولا تجعل يدك مخلولة الى عنقك. ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ان تلح على الله في الدعاء ان يرزقك القناعة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ان تؤمن بان الارزاق مقسومة وان الاجال محدودة ان روح القدس قد نفث في روعي ان نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها واجرها. فاتقوا الله واجملوا في الطلب تقوية الايمان بالله تعالى تعويد النفس على القناعة والبعد عن الحرص والطمع مهم ايضا معلم مهم ان تنظر الى من هو دونك بالدنيا واذا من هو فوقك في الدين ان نظرت الى من هو دونك في الدنيا لا تزدري نعمة الله عليك نزرت الى من هو فوقك في الدين لا تغتر بعبادتي الى ربك فهذه معالجة نفسية وهدهدة نبوية للنفوس حتى تضعها على محبة الاستقامة باذن الله عز وجل لا اله الا الله من قناعة النبي صلى الله عليه وسلم. دخل عليه عمر يوما وهو على حصير فجلس فادنى عليه ازاره وليس عليه غيره فاذا الحصيد قد اثر في جنبه فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا انا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرزا في ناحية الغرفة فانتظرت عيناي فاضت عيناي بالدموع فقال ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ قلت يا نبي الله وماني لا ابكي وهذه الحصير قد اثر في جنبك. وهذه خزائنك لا ارى فيها الا ما ارى وذات قيصر وكسرى في الثمار والانهار وانت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وصفوتك وهذه خزانتك قال وابن الخطاب الا ترضى ان تكون لنا الاخرة وان تكون لهم الدنيا وفي رواية اولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا كفار تعجل لهم طيباتهم يمتعون بها يبسط لهم في الرزق يمتع لهم في الارض يستهلكون حسناتهم فاذا عادوا الى ربهم عادوا ولا حسنة لهم يقال لهم اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا. واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهبون يا عباس يزكر انه في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه. واخلف علي كل غائبة لي بخير امنا عائشة تقول كان عنده الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة اهلة في شهرين لا يوقد في بيت محمد نار قال كما كان طعامكم يا عائشة يا خالة فما كان طعامكم يا خالة؟ فقالت الاسودان التمر والماء الا انه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الانصار كان لهم منائح وكانوا رسول الله من ابياتهم فيسقينا وكان فراشه صلى الله عليه وسلم من ادم وحشره ليث صلوات ربي وسلامه عليه وفي حديث ابي هريرة لو كان لي مثل احد ذهبا ما يسرني الا يمر علي ثلاث وعندي منه شيء الا شيء ارصده لديني لو ان عندي مثل احد ذهبا لا يسرني الا الا يمر علي ثلاث وعندي منه شيء الا شيء ادخره لديني في مدرسة النبوة تربى ثوبان سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يكفل لي الا يسأل احدا شيئا واتكفل له الجنة. فقال ثوبان انا فكان لا يسأل احدا شيئا قط اللهم اهدنا سواء السبيل وقنا عذابك يوم تبعث عبادك فترى الى ابي حازم احد الزهاد بعض بني امية يا عزيم عليه ان يرفع اليه حوائجه فكتب ليها اما بعد فقد جاءني من كتابك تعزب علي ان ارفع اليك حوائجي وهيهات لقد رفعت حوائجي الى ربي وما اعطاني منها قبلت وما امسكها وما امسك علي منها رددت رفعتها الى ربي رب العالمين ربي وربك الله عز وجل ورضيت بقسمه فما اعطاني منها قبل يعني قبلت وقنعت وما عني فاني اقبل ما منعه جل جلاله اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت يا رب العالمين وقنا عذابك يوم تبعث عبادك انك ولي زلك والقادر عليه وما اجمل ان يعيش الانسان في هذه الدنيا بنفس صافية وقلبا قانع لا يتشوف الى ما في ايدي الناس سئل الحسن البصري اذا سدت قوم الرب وقالت بحاجة الناس الى علم واستغنائي عما في ايديهم يحتاج الى ما عندي من علم الدين واستغنيت عما في ايديهم من حطام الدنيا هذا هو اقصر الطريق الى صيانة النفس والى عزها والى حفز مائها ويبقى الضرورة تقدر بقدرها والحاجة تقدر بقدرها واسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى وبرحمته التي وسع كل شيء ان يجعلنا جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ازيك يا حبيبي