المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في ذم الغيبة. الحمد لله الذي حرم على نفسه الظلم وجعله بين العباد محرما. وحمى اعراض المؤمنين ورتب على منتهكها عقوبات مهلكة واثما محتما. فسبحانه من اله عظيم ورب رؤوف رحيم. وتعالى ذو الجلال والاكرام والاسماء الحسنى والنعم الجسام. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين والاخرين اخرين وقيوم السماوات والاراضين. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. خاتم النبيين والمرسلين. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين. اما بعد ايها الناس اتقوا ربكم واتقوا عرض المسلم ان تنتهكوه ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه. واعلموا ان الغيبة مرتع الارذال اللئام ومن لا يبالي بنقص دينه ومروءته والعقوبة والاثام. قال تعالى يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم. ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا. ايحب احدكم ان ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه. واتقوا الله ان الله تواب رحيم. وقال صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. فمن لم يسلم المسلمون من لسانه ويده بل اطلق لسانه في ثلبهم ويده في ظلمهم لم يكن في الحقيقة مسلما. وقال صلى الله عليه وسلم يا معشر من امن بلسانه ولم يفض الايمان الى لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فانه من تتبع عورة اخيه المسلم تتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته. وقال صلى الله عليه وسلم ان اربى الربا استطالة الرجل في عرضه لاخيه المسلم بغير حق. وقال لما عرج بي مررت بقوم لهم اظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم. وقال صلى الله عليه سلم المفلس الذي يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام. ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وظلم هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته اذا فنيت حسناته قبل ان يقضي ما عليه اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار. اعوذ بالله من الشيطان رجيم يجزي والد عن والده ولا مولود. ولا مولود هو جاز ووالده شيئا. ان وعد الله حق. فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم