المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في ادوية القلوب واغذيتها. الحمد لله الذي ظهر لاوليائه بصفات الكمال وانار قلوبهم المحبة والانابة والاجلال. وتعرف اليهم بما اسداه من النعم والافضال. فعلموا انه الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لا شريك له في الالوهية والكبرياء والجلال. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. في الكمال وانه الحكيم في افعاله. فلا ترى في خلق الرحمن من خلل ولا خلال. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الكامل الاخلاق الصادق في المقال. اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى اله واصحابه. الذين فاقوا العالمين في الفضائل ومكارم الخصال. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا انه لا ينفع العبد يوم يقوم الا من اتى الله بقلب سليم من الشرك والشر والغل على العباد. سليم من تعبده ورجائه للمخلوقين من شهوة تضعف ارادته لعبادة رب العالمين. سليم من الشبهات المخلة بالايمان. ملآنة من التصديق خبر الله وخبر رسوله والايمان والايقان. سليم من الحقد والحسد والكبرياء. سليم من التعاظم والعجب والرياء سليم قلبه بالانابة فسلمت جوارحه من المخالفات. وسلم باطنه من التعلق بغير الله. فسلم ظاهره من التبعات وسلم لكل ما جاء به الرسول فقدمه على كل ما عداه من الامور الكليات والجزئيات والجاليات والمشكلات فلم يتقدم بين يدي الله ورسوله بعقيدة ولا قول ولا حركة من الحركات. بل تبع في ذلك نصوص الشارع احكم الايات فيا ويح من مات قلبه فلم يعرف ربه ولم يعرفه بصفاته واياته وقدم على محبة ربه اغراض نفسه وشهواته فليس لهذا الشقي من سلامة القلب حظ ولا نصيب. فهو ينادى الى الله فلا يسمع ولا يجيب. فيا مريض القلب كيف ترضى ان تجتهد في تحصيل صحتك البدنية بالمعالجات بالادوية المتنوعة. وانت معرض عن معالجة قلبك هي متيسرة ومن الفروض المحتمة. فحافظ على صحة قلبك وغذه بالايمان واوراد الطاعات. وتحفظ عن المعاصي وانواع المخالفات وتب الى ربك من جميع الخطيئات. فبذلك يحيا قلبك ويستنير بمعرفة الحق وارادته. ومع معرفة الباطل وتركه وكراهته فانه لا انفع لك ولا اسعد من عبودية الله ومحبته. ولا اضر عليك من عبودية غيره والتعلق به وطلب خدمته. فمن غض بصره عن الحرام وحفظ جوارحه عن الاثام. نور الله قلبه واه واورثه حلاوة الايمان والاسلام. اما علمت ان حياة القلب وصحته معرفته بربه والانابة اليه ومن فاته ذلك فهو مريض. فعليه ان يرجع الى ربه ويتوب اليه. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى امن امن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف عملوا وهم في الغرفات امنون