المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قطبة في الشكر. الحمد لله الذي اسبغ على عباده سوابغ النعم. ودفع عنهم المكاره والمضار والنقم. واشهد ان لا اله الا الله الكريم الغفار. واشهد ان محمدا عبده ورسوله المصطفى المختار. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه هذه الاخيار. اما بعد ايها الناس اتقوا الله بشكر اياديه واداء فرائضه واجتناب نواهيه. فقد توفرت عليكم النعم الخيرات وتكاثرت عليكم اسباب الراحة والمضرات. وقد بسط الله لكم وسائل الرزق واغناكم بفضله عن الخلق وقد تفتحت لكم ابواب الدنيا من جميع نواحيها فاشتغلوا رحمكم الله بشكر موليها. فان الله قد تكفل ببقاء النعم وزيادتها للشاكرين. وتوعد بالعذاب الشديد للجاحدين والكافرين. قال تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم قم لازيدنكم ولان كفرتم ان عذابي لشديد. اتدرون ما هو الشكر هو ان تعترفوا من صميم قلوبكم ان ما بكم من نعمة فمن الله. فهو الذي اوجدها ويسر اسبابها. وهو الذي حفظها عليكم وصرف موانعها وانكم لو وكلتم الى حولكم وقوتكم وشديدكم وكلتم الى ضعف وعجز وفشل في كل اموركم ثم بعد هذا الاعتراف الذي هو اصل الشكر تكثرون من التحدث بها. والثناء على الله بتسهيلها وتيسير طرقها. وتستعينون بها على طاعة الله وتتوسلون بها الى محاب الله. فمن قام بهذه الثلاثة فهو من الشاكرين. وليبشر بصلاة اح الدنيا والدين وبالثواب العاجل والاجل من رب العالمين. ومن قابل النعم بالاشر والبطر والمعاصي. فليرتقد زوالها وعقوبتها يوم الاخذ بالنواصي. فكم سلبت المعاصي من نعمة؟ وكم احلت باهلها من نقمة. فمرتبة الشكر مرتبة عالية اتصف بها الانبياء والمرسلون تنافس في تحصيلها الاصفياء والصالحون. قال الله عن نوح عليه السلام انه كان عبدا شكورا. وقال ابراهيم الخليل داعيا لذريته. وارزقهم من الثمرات لعلهم وهم يشكرون. وقال سليمان عليه السلام رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي. وان اعمل صالحا ترضاه وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين. وقال عن خيار خلقه ان يدعو بهذا هذا الدعاء الذي ينبغي لكل مسلم ان يدعو به كل وقت. حتى اذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة. قال قال ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي. وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي اني تبت اليك واني من المسلمين. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل والله اني لاحبك فلا تدعن ان تقول دبر كل صلاة. اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم رب اجعلني لك شكارا. لك ذكارا لك رهاب اليك اواها منيبا. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات الذكر الحكيم