المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في التحذير من الميسر. الحمدلله الذي خلق المخلوقات بقدرته وبراها ودبرها بارادته وعلى مقتضى وحمده وحكمته صرفها واجراها. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. فلم يزل ربا ومدبرا ومولى واله واشهد ان محمدا عبده ورسوله اكمل الخليقة مرتبة واعظمهم عند الله جاها. اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم حتى تنقضي الدنيا وتتناهى. اما بعد ايها الناس اتقوا الله في حال السراء والضراء وقوموا بعبوديته وشكره لعله ان يتم عليكم الحسنى. وتأملوا الطاف مولاكم في طي المكارم وحشو البلاء فكم اسبغ عليكم نعما متتابعة وافية وكم تفضل عليكم بالارزاق الواسعة ومتعكم بالصحة والعافية وكم اتاكم من فواضله من كل ما سألتموه ولو عددتم فنون فضله وكرمه لم تستطيعوا ان تحصوه. ثم اذا ابتلاكم بشيء شيء يسير من المكاره والمصائب ظللتم تسخطون. فهلا اذا مسكم لجأتم الى ربكم تجأرون وتضرعون. وهل لتتوبون من الذنوب وتستغفرون الله لعلكم ترحمون. فان الله يذيق العباد بعض اثار ذنوبهم لعلهم يتذكرون ينيبون اليه ويرجعون. ومع هذه التذكيرات تجد القلوب قاسية. والمعاصي ظاهرة فاشية. تجد اناسا هون على الميسر والقمار فيتغالبون من عوض في النرد والشطرنج وكثير من الالعاب والمغالبات. وذلك محرم في الكتاب والسنة وصاحبه مستحق للعقوبات. فكل مغالبة سوى مسابقة الخيل والركاب ورمي السلاح فانها من الميسر الذي فيه الحرج والاثم والجناح. فمن تجرأ على ذلك او حضره او رضيه فهو اثم ظالم قد عصى الرسول. وهو عن هذا بلي محاسب ومسئول. افلا يراقبون الله الذي رزقهم وعافاهم؟ اولا يخشون الذي اطعمهم من جوع وامنهم وكساهم. هو لا يخافون ان يسلبهم ما انعم به عليهم واعطاهم. اولا يرون البلايا متفاقمة؟ فكيف يأمنون ان وتغشاهم. الناس يدعون ربهم ويرجون كشف بلائه. وحلول اياديه. وهؤلاء يستعينون بنعمه على برزته ومعاصيه. اما تعلمون ان الذنوب من اكبر الاسباب لحلول النقم ومن الطرق المعروفة لزوال النعم تمحق الحسنات وتهدم الاعمار وتزيل البركات وتحل اصحابها دار البوار. واعلموا ان من حضر المعاصي فهو شريك لاصحابها ومن علمها وقدر على انكارها فلم يفعل فهو مستحق لعقابها. فاتقوا الله عباد الله فلا بد ان تسألوا عن النعم والنعيم. وهل شكرتموها وصرفتموها في الاستعانة على عبادة؟ فتستحقون جنات النعيم ام توصلتم بنعمه الى معاصيه؟ فيا ويلكم من عذاب يوم عظيم. يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة. فهل انتم منتهون واطيعوا الله واطيعوا الرسول فاحذروا البلاغ المبين. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات الذكر الحكيم