المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الخطبة الاولى من المحرم. الحمد لله ذي العظمة والكبرياء والانتقام. المعروف بالمعروف واغاثة الملهوف والانعام جيبي دعوة المضطرين مفرج هم المهمومين. منفس كرب المكروبين ذي الجلال والاكرام. خلق السماوات السبع والاراضين السبع بينهما في ستة ايام. ذلكم الله ربكم لا اله الا هو الملك القدوس. احمده على نعمه الجسام. واشكره انه اهل الفضل والانعام. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. لا تأخذه سنة ولا من ام. شهادة ان تبلغ قائلها بلوغ المرام. واشهد ان محمدا عبده ورسوله مصباح الظلام. وقدوة الانام. جعله الله لبيت في النبوة خير ختام. خصه الله بالشفاعة الكبرى والحوض والمقام. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله البررة الكرام وعلى اصحابه الائمة الاعلام وسلم تسليما. اما بعد عباد الله اوصيكم واياي بتقوى الله اته فانها شعار المؤمنين ودثار المتقين. ووصية الله في وفيكم اجمعين. ايها الناس ان تعاقب الليالي والايام والشهور والاعوام. يهتفان عليكم بانتهاب الارواح. ويقضيان بانقضاء الاشباح. وينذران بخراب العمران ويؤذنان بثناء الابدان. اوما رأيتم رحمكم الله من تكرر الازمان ما رأيتم وانتم في بحر الغفلة لهون. وفي لجج الخطايا سابحون. اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون. وقد لكم عباد الله عام جديد. واستفتحتم من الشهور الشهر الحميد. افتتح الله به سائر الاعوام وجعله غرة في تاريخ في الاسلام واثره بمزيد الاحترام. فاستقبلوه رحمكم الله بتوبة نصوح. فكل يوم يمضي من اعماركم سيكون لكم او عليكم شهيدا يوم تكونون شهداء على الناس. ويكون الرسول عليكم شهيدا يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا. وما عملت من سوء. تود لو وان بينها وبينه امدا بعيدا. وخص العاشر في الفضيلة والصيام. فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وامر بصيامه وقال ان صيامه يكفر سنة ماضية. فالمحروم من حرم صيامه وهو يوم نجى الله فيه موسى وقومه واغرق فرعون وقومه وقد صامه الانبياء عليهم السلام. واوجبه نبيكم في ابتداء الاسلام. فاجتهدوا رحمكم الله بحفظ صومه وصوموا معه التاسع. فقد قال صلى الله عليه وسلم لئن بقيت الى قابل لاصومن التاسع مع العاشر مخالفة لليهود اهل العصيان فلم يبق الى العام القابل حتى انتقل الى الملك الديان. وقد امركم الله بالمحافظة على صلاتي التي هي افضل اعمالكم. فاتقوا الله تعالى واجعلوها اهم اشغالكم. فهي عماد الدين ورأس مال المؤمنين. من حفظها فقد حفظ دينه ومن ضيعها فقد ضيع دينه فقد خاب وخسر من ضيع دينه. وقد فرض الله على اهل الاموال الزكاة وقال تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة ومنعها للعذاب من الموجبات. فقد قال صلى الله عليه وسلم ما هلك بال في بر او بحر الا بمنع الزكاة. فكم من جامع جمع المال فلما نمى وانتمى فارقه صاحبه ومات وبقي طوفا في رقبته شجاعا اقرع من الحيات. وفي الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من صاحب ذهب او فضة لا يؤدي حقهما الا اذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار. فتكوى بها جبهته وجنبه وظهره كلما بردت اعيدت في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يقضي الله بين فيرى سبيله ما الى الجنة واما الى النار. وقال صلى الله عليه وسلم ما منع قوم زكاة اموالهم الا ابتلاهم الله بالسنين. فيا اصحاب العقول والسامعون لما اقول. قدموا لانفسكم ما ينفع قم يوم حشركم ومعادكم فانكم عن قريب ميتون. ولاموالكم مفارقون. وعن قليلها وكثيرها محاسبون صابون فلا تحرموا انفسكم خير اموالكم فيسعد بها سواكم وتشقوا بحسابها وعقابها في اخراك قم فبين ايديكم يوم عظيم لا ينفع فيه مال ولا بنون. الا من اتى الله بقلب سليم. فادخروا من اموات عند الله ذخرا وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجرا. وفقنا الله واياكم لاجمل العوائد. واعاننا يوم لا يجزي ولد عن والد. ان اجمع امن الفوائد وانظمه للفرائض كلام من له ملك السماوات والارض وبيده المقالد. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. من عمل صالحا فلنفسه. ومن اساء فعليها بارك الله لي ولكم في القرآن طين ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم