المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة ثانية في وداع شهر رمضان. الحمد لله المخوف مكره المألوف ذكره الكفيف ستره العنيف دجره الجليل قدره المقبول امره المعروف بره الذي ضوأ قلوب الخائفين بمصابيح انسه وبوأ همم عارفين مقاعد العز من قدسه. فهو الشاكر على ما له الشكر عليه. القادر الذي لا ملجأ منه الا اليه. احمده على ما اسدى من سوابغ نعمه واجزل لنا من مواهبه ومننه. واسلم لقضائه وقدره. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. رحمن الدنيا والاخرة. العزيز ذو القوة القاهرة. واشهد ان محمدا عبده ورسوله وارسله فله حين ضرب الكفر بجرانه وندب الضلال الى شيطانه وجمح الشرك في عنانه وتمادى الجاهل في طغيانه بد الكافر بعبادة اوثانه فاذل الله رجز شيطانها بعز سلطانه وانار ظلم بهتانها بنور برهانه واقر حق على قواعد اركانه. اللهم صل على محمد وعلى اله واعوانه. الموفين بعقد ذمته وامانه. صلاة تحلهم بها دار امانه وسلم تسليما. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى. عباد الله ما لمن اضله الرحيل عن التزود راغب ومال من وضح له السبيل عن المحجة ناكب. خبر في البصائر ام كدر في الضمائر ام خبث في السرائر ام امنت الدوائر ام شك فيما وقع به العيان ام تركن لما صدع به القرآن؟ ام استحوذ على القلوب وساوس الشيطان. ام يظن تارك الارتياد لنفسه انه يقدر على رد امسه؟ كلا ليجدن البطالون غب البطالة. ولا موردا لا يجابون فيه الى الاقالة وليبلغن الكتاب اجله. وليلقين كل عامل منكم عملا. هذا عباد الله شهر رمضان قد ازمع للرحيل واجمع للنقلة عما قليل. فيما ذوى. فيا ذوي الفطن والعقول اين انوار خلع القبول؟ من العبرات السواكب والزفرات الغوالب والخطرات الثواقب في سترات الغياهب بل اين شواهد الامتحان من نحول الابدان؟ واصفرار الالوان. للجد والاجتهاد في شهر رمضان. الا وانه راحل لا محالة فشيعوه. وتمتعوا فيما بقي من ايامه وودعوه. فما من شهر رمضان في الشهور عوض. ولا كمفترض به في غيره مفترض هو شهر فيه عمارات القلوب. وكفارات الذنوب وامان كل خائف مرعوب امتصاص المساجد بالازدحام والتحاشد. وهبوط الاملاك بصكاك العتق والفكاك والصفح والتجاوز والهبات والجوائز نهاره صدقة وصيام وليله قراءة وقيام. وكل اوقاته سلام. فلعل كثيرا منكم لا يدركه بعد عامه او لا تؤخره المنون الى استكمال تمامه. فيا حسرة من كان في ايام شهره مفرطا. وعن رفق السابقين متثبطا. لقد بان خسرانه غدا عند رباح العاملين. ورقم اسمه في ديوان الغافلين. وانى له شهر كمثل هذا الشهر. هيهات ان ساعة منه خير من الف شهر. فيا معشر العباد تيقظوا من سنة في الرقاد. وتزودوا ليوم المعاد. واكثروا الزرع ليوم الحصاد. وبادروا عباد الله واقلام العمل مطلقة وايام المهلة مشرقة وفي النفوس منة وفي شهر رمضان مكنة. قبل ان تستوعب المحاط هلاله. ويوجب الفراق ارتحا ويشمر للانطلاق اذياله قبل ان تطلبوه فلا تجدوه. وتودوا انكم لم تفقدوه. قبل ولوع الاسقام وقوع الاحكام وهجوم الايام بمحتوم الحمام. قبل عوق العوائق وبوق البوائق وقطع العلائق لكشف الحق قائق هنالك تخرس الالسن الفصيحة وتطمس الاعين الصحيحة وتظهر المخبآت القبيحة ويكثر العار فضيحة وتطول الرقدة في بطون الالحاد الى يوم الحشر والميعاد. فمن عارضه شك في هذا التعداد فستذكر دون ما اقول لكم وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد. اجارنا الله واياكم المصيبة بفقد شهر البركة واجزل اقسامنا واقسامكم من رحمته المشتركة وامتعنا واياكم بالاجتهاد في يقين وسلك بنا وبكم طرائق اهل تقيته. ان احسن الكلام الجزل وابين القول الفصل. وابعد الجد من الهزل الحكم العدل. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اقشع قلوبهم لذكر الله. لذكر الله وما نزل من الحق. ولا كونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم لسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم