المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في وجوب صلاة الجماعة. الحمد لله الذي شرع الشرائع وحد الحدود واوضح الاحكام. وفرض الفرائض واوجب لينال بها العباد اعلى المقامات في دار السلام. وتوعد من ضيعها بخزي الدنيا وعذاب الاخرة. وجعله ناقص الايمان والاسلام واشهد ان لا اله الا الله الملك القدوس السلام. واشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد الانام. ومصباح اللهم صل على محمد وعلى اله واصحابه خيرة الخلق وسادات الانام وسلم تسليما. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا ان الله فرض عليكم فرائض فلا تضيعوها وحرم اشياء فلا تنتهكوها. الا وان افراد الفرائض بعد الايمان والتوحيد اقامة الصلاة بشروطها واركانها وواجباتها. ومن اعظم واجباتها حضور الجمعة والجماعة فلا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الاخر ان يتهاون بحضور الجمعة والجماعة فان من ترك ثلاث جمع. طبع الله على قلبه ولينتهين اقوام عن ودعهم الجمعات او ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين وان من ترك الصلاة مع الجماعة حصل له عقوبة الدنيا والاخرة. ورجع بالخيبة والحسرة والصفقة الخاسرة. قال صلى الله عليه وسلم لقد هممت ان امر بالصلاة فتقام. ثم امر رجلا فيصلي بالناس ثم انطلق معي رجال معه هم حزم من حطب الى قوم لا يشهدون الجماعة فاحرقهم بالنار. والذي نفسي بيده لو يعلم احدهم انه يجد طرقا سمينا او مرماتين حسنتين لشهدها. وقال ابن مسعود من سره ان يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات الخمس حيث ينادى بهن. فان الله شرع لنبيكم سنن الهدى. وانهن من سنن الهدى. ولو انكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد الى مسجد من هذه المساجد الا كتب الله له بكل خطوة يخطو حسنة ورفعه بها درجة وحط عنه بها خطيئة. ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها الا منافق معلوم النفاق او مريض. ولقد كان الرجل يؤتى به يتهادى بين الرجلين حتى يقام بالصف. وجاء رجل اعمى الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني رجل اعمى وليس لي قائد يلائمني وانا شاسع الدار المدينة كثيرة الهوام والسباع. فهل من رخصة ان اصلي في بيتي؟ فقال هل تسمع النداء؟ قال نعم. قال فاجب افلا يستحيي من ربه من عافاه الله في بدنه واسبغ عليه من واسع رزقه وهو لا يهتم بما اوجبه الله عليه من حضور الجمعة والجماعة. ومع ذلك لو عرض له طمع دنيوي او حاجة دنيوية لبادر اليها سريعا. فحقوق الله ضيعها وتهاون بها واغراضه وشهواته قد عض عليها بالنواجذ وما اهملها. افليس هذا عنوان الشقاء الاسباب للهلاك والردى. اما والله لو علم المضيع للجماعة ماذا عليه من الاثم والعقوبة؟ وماذا فاته من الخير والفضل والمثوبة لعرف انه قد خسر دينه ودنياه وانه لا يستنقذه مما هو فيه الا ان يقلع ويتوب ويرجع الى يا مولاه فيا من اثر الكسل والنوم على الصلاة والخيرات اذكر ما اوعد الله للمضيعين من الشر والعقوبات وما اعد للطائعين من الفضل والكرامات ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات. وقد قال صلى الله عليه وسلم صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع عشرين ضعفا وذلك انه اذا توضأ ثم خرج الى الصلاة لا يخرجه الا الصلاة لم يخطو خطوة الا رفع الله له بها اه درجة وحط عنه بها خطيئة. فاذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه وتستغفر له. اللهم صل عليه. اللهم ثم اغفر له. اللهم ارحمه ولا يزال في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه. وقال صلى الله عليه وسلم من غدا الى اسجدي او راح اعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا او راح. يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم ولا اولادكم عن ذكر الله اه مما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت فيقول ربي لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق فاصدق واكن من الصالحين. ولن يؤخر الله نفسا اذا اجلها والله خبير بما تعملون. وقال سبحانه اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه. يسبح له فيها بالغدو الاصال. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكري الا عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة. يخافون ان يوما تتقلب فيه القلوب والابصار. ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله. والله يرزق من يشاء بغير حساب. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم