المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة ثالثة لذي الحجة. الحمدلله الذي جعل مواسم الخيرات واوقات النفل للابرار نزلا. ووفقهم للقيام بحقها فرصها فلم يرتضي بسواها بدلا وجعل لهم حظا وافرا من الباقيات الصالحات التي هي خير ثوابا وخير املا. فسبحان كان من يختص بحكمته ورحمته ما شاء من ازمنة وامكنة واعمال. وتبارك من له الاوصاف الكاملة وله الفضل على خلقه الافضال ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا مثال. ونشهد ان محمدا عبده ورسوله اوفى العالمين كلهم في خصمه الخير والكمال. اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه خير صحب واشرف ال وسلم تسليما. اما بعد يا ايها الناس اتقوا ربكم ربكم واشكروه على ما خصكم به من الفضل والانعام. ويسر لكم كل طريق وسبب يوصلكم الى دار السلام. فهذا عيد النحر وايام الطريق التي هي الايام المعدودات. هي اعياد للمسلمين اذ منحهم فيها التقرب اليه باصناف القربات. من الصلاة والنسك والاكثار من من الذكر والاستغفار والدعوات لينيلهم من فضله الخير الوافر والكرامات. وهي ايام اكل وشرب وذكر لله واستعانة بنعمه على كما يحبه ويرضاه فيها تتضاعف الحسنات وتغفر الزلات والسيئات. ويرفع فيها للطائعين في الجنة الدرجات. فطوبى لمن جدد لذنوبه توبة واستغفارا ولنعم الله المتنوعة شكرا وحمدا وادكارا. فان الشكر بقاء للنعم الموجودة وجلب للنعم المفقودة وهذا اعتراف القلب بنعم الله الظاهرة والباطنة والتحدث بها والاخبار بما وصل الينا منها. والاستعانة بها على طاعة المنعم لانه خلقنا لطاعته وعبادته. وجعل لنا جميع الاشياء لنتقوى بها على ذلك. وقد امر المؤمنين بما امر به المرسلين تلين ان يأكلوا طيبا ويعملوا صالحا فكونوا بالنعم مجتمعين وللمنعم شاكرين. اما من كانت النعم لا تزيده الا اشرا بطرا وتماديا ولا تحدث له خضوعا ولا يقبل ناصحا ولا مناديا فقد اقبل على شهواته ولذاته الفانية واعرض عما خلق له فاصبحت نفسه عن الخير متنائية. فهذا لابد ان يرد موردا يناقش على كل ما فعل وجنى. ولابد ان يتمنى الرجعة الى دنيا وقد فاتته الاماني والمنى. يقول يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين. ويا اسفا على ان لم اكسب فيه خيرا وهيهات عود الفرص على المفرطين. اللهم وفقنا للاقبال عليه والرجوع في جميع الامور اليك علينا بالتوبة النصوح والانابة الصادقة والعزيمة الموافقة. واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات برحمتك يا ارحم الراحمين مين؟ وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم