المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في تربية الاولاد وتعليمهم. الحمدلله الذي ابتدأنا بالاحسان وغمرنا بالجود والكرم والامتنان اشهد ان لا اله الا الله الرحيم الرحمن. واشهد ان محمدا عبده ورسوله خير الرسل وغرة بني انسان اللهم صلي وسلم على محمد واله وصحبه والتابعين لهم باحسان اما بعد. ايها الناس اتقوا الله تعالى يا يا ايها الذين امنوا قو انفسكم واهليكم نارا. نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد. لا يعصر الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. قوا انفسكم هذه النار بالقيام بطاعة الملك الجبار وقوا اهليكم منها بالقيام على الاهل والاولاد بالتعليم والتربية النافعة بتعليمهم ما ينفعهم في دينهم ودنياهم وبكفهم عن المفاسد والشرور التي فيها شقاهم. ايها الناس ان اهلكم عندكم امانات فحافظوا عليها بالرعاية والعناية التامة في كل الحالات. من علم اولاده ورباهم تربية صالحة قرت عينه في العاجل. ووجد ذلك عند الله ادخر ومن اهملهم فلا يلومن الا نفسه وسيجد غب ذلك عاجلا ومؤخرا. انظروا رحمكم الله الى قوله وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. كيف جعل السبب الداعي لمكافأة الوالدين والدعاء لهما ما سبق لهما من التربية في امور الدنيا والدين. تربية الجسم بالطعام والشراب والكسوة وتوابعها. وتربية القلوب بالتعليم الاداب والاخلاق الفاضلة واجبها ومستحبها. بشر الذين يعتنون بتربية الاولاد بالثواب والخير المتتابع. وحذر المهملين بالخسران والضرر وفقد المنافع. ارأيت لو كان لك بستان فسقيته ولاحظته ونميته من جميع الوجوه. اما يحصل لك من هذا البستان كل ما تؤمله وترجوه. فاولادكم هم رياحينكم وبساتينكم دنيا واخرى. فما اولى العامل تنمية هذا البستان وما احقه واحرى. ان افضل نحلة تنحلها ولدك علوم ينتفع بها واداب واخلاق فاضلة يتصف بها. فبذلك تقر عينه وتطمئن نفسه بصلاح الاولاد. وينتفع الوالد في الدنيا ويوم يقوم اشهاد وبضد ذلك يكون من اهملهم وترك حبالهم على غواربهم. ظنا منه ان ذلك اطلاق لحريتهم واحسان اليهم وما علم ان ذلك هو سبب خرابهم. على الاولاد ان يقوموا ببر والديهم احياء وامواتا. ويكثروا من الدعاء لهم متفرقين واشتاتا وان يقولوا يا ربنا كما رحمونا وحنوا علينا ونحن صغار. فاغدق عليهم خيرك وفضلك المدرار اللهم جازهم بالاحسان احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا. اللهم قدس ارواحهم في جنات النعيم. وارفع درجات يا بر يا رحيم. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم