المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في حقوق الاصحاب. الحمد لله الذي جعل بين المؤمنين حقوقا واجبة ومسنونة. وهون على الموفق منهم فيها من الكلف والمؤونة. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. ونسأله الهداية والمعونة. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الذي اكمل الله له اخلاقه وشؤونه. اللهم صل على محمد وعلى اله واصحابه واتباعه الذين يحبهم الله ويحبونه وسلم تسليما. اما بعد ايها الناس اتقوا الله وقوموا بما عليكم من الحقوق واياكم والتهاون بها فان ذلك من العقوق. فقد قرن الله حق الصاحب بالجنب وهو الرفيق والصديق بالحقوق اللازمة المتأكدات. ولا يقوم بحقوق الاصحاب الا ارباب الدين واصحاب المروءات. فاول حقوق باصحابك عليك ان تكون الصحبة مبنية على صفاء البواطن والظواهر. مؤسسة على محبة الخير لهم والسعي في مصالحهم فعل اولي البصائر. حق صاحبك عليك ان تنصح له وتحفظه في الحضرة والمغيب. وان تحب له تحب لنفسك ويكون له من رفدك اكمل نصيب. ليس بصاحب من يشبع وصاحبه جائع. ولا من اتته دنيا على ما يريد ورفيقه محتاج ضائع. بئس الصاحب من اذا حصل بينه وبين صاحبه مشكلة دنيوية نبذ الصحبة ورماها وتبدلت بالعداوة. فاين الوفاء؟ واين من يحافظ على الحقوق ويرعاها؟ كيف تدعي قيام بالفرائض وانت تهمل حق الصحبة وهو من اوجب الواجبات. وكيف توصف بالعقل والحزم مع تضييع الصحبة ان هذا من الحماقات والجهالات. اين انت ممن ينافس في مكارم الاخلاق ومحاسنها. ويأخذ نفسه بالقيام بواجبها ومستحسنها. اذا رأى من صاحبه حسنة شكرها. واذا رأى سيئة عفا عنها ولم يترك الصحبة ولا انكرها. فسبحان من قسم بين عباده اخلاقهم. فهذا محسن وهذا ظالم. سبحان من فاوت بينهم فهذا الاخلاق وهذا شرس الاخلاق حقود اثم. وهذا متواضع لين الجانب. وهذا متكبر معجب نفسه متعاظم وهذا يغضي عن السيئات وهذا ينكر الاحسان المتراكم. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم من كل ذنب انه هو الغفور الرحيم