المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قطبة في العقود المحرمة والشروط الفاسدة. الحمد لله الذي خلق الخلق ليعبدوه واسبغ عليهم النعم ليحمد ويشكروه وجعل لهم دينا كاملا وافيا بمصالح الدارين ليتبعوه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا لا شريك له في الوهيته وربوبيته. واشهد ان محمدا عبده ورسوله خير بريته. اللهم صل على محمد وعلى اله واصحابه ومن ايدته بنصرته وسلم تسليما. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى بفعل طاعته ترك معاصيه فان الصلاح والسعادة مقرون بموافقة امره واتباع مراضيه. الا وانه لا سبيل الى صلاح الدين والدنيا الا بلزوم شرعه في النصح في العبادة والمعاملة. فاياكم ان يحملكم الطمع على اقتحام العقود المحرمة والشروط الفاسدة فان الرزق الحاصل بمعصية الله لا خير فيه. وتجارة صاحبه خاسرة كاسدة. وقد حضركم بيع النخيل فالزموا لا حدود الشرع بايقاعها على الوجوه الصحيحة لتسلموا من الاثم والعقوب والفضيحة. واياكم ومعاملات شاعت بين من لا يبالي بسلامة دينه فان ربحها خسران وزيادتها وان بدت نقصان. فاعظمها النجش الذي نهى عنه وحذر وتوعد من فعله بالعقوبة وانذر وهو ان يزيد من لا رغبة له في الشراء ليغري المشترين. فان هذا من من اعظم المحرمات في الدين وصاحبه متعرض لعقوبة رب العالمين. الاوان من النجس والشروط المحرمة ان قولوا عن الاشتراك من اشترى فهو شريك. ومن لم يشتري فليس بشريك. فكل شرط ليس في حكم الله فهو باطل. ومن الغش المحرم ان يتفق صاحب النخل مع واحد من الشركاء على تقويم الثمرة وتثمينها باكثر مما تستحق. ليغر باقي المشتركين. فمن غش او خدع فقد تبرأ منه سيد المرسلين. واعلموا انه قد وضع الشارع على المشترين جوائز احد ثمار فاذا اتفق البائع والمشتري على عدم الرجوع بجائحة ولا عيب كان الشرط لاغيا فاسدا. وقد نهى الشارع عنه بيع الغرر والمخاطرة والمقامرة فقد تسلم الثمرة وقد تنجاح بجائحة فاحشة ينضر بها المشتري. فلا خير لكم في عقود وشروط تضركم في دينكم ودنياكم. وتوجب لكم العقوبة وتسخط مولاكم. فقد رأيتم وسمعتم ما حل اهل الغش والخيانة من العقوبات. وقد علمتم ما اصابهم من الضرر ونزع البركات. فاتقوا الله عباد الله وقولوا اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك واغننا بفضلك عمن سواك. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم من كل ذنب انه هو غفور رحيم