المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في اكل الربا. الحمدلله الذي فرق بمحكم الايات البينات بين الحق والباطل. الموجود بلا بداية فلم يزل ازليا وهو الاول قبل الاوائل. الاول بلا نهاية فلم يزل ابديا وهو الاخر بعد كل نائل واحد القدوس فلا شريك له ولا مماثل. الحي العليم القدير المدبر السميع البصير المتكلم. وهو اصدق وقائل صفاته قديمة ثابتة بالعقل والنقل. فمن عطل فهو بتخييلاته يجادل وتنزيهه عن اوصاف دوتي معلوم بالدليل. فمن شبه فهو من اهل الباطل. فكيف يشبه القديم الازلي بالحادث الزائل؟ ام كيف تماثل الصنعة الصانع الذي لا تدركه الابصار ولا تكيفه الافكار ولا يحيط به عقل عاقل. انقطعت الاوهام وحارة الافهام وبحر المعرفة ليس له ساحل. فالتسليم اسلم. ورد الامر الى من هو اعلم. فالعجز واقع والحصر غير حاصل. فسبحان من قسم عطاءه بين خلقه هو في احكامه عال ينزل كل ليلة الى سماء الدنيا ويقول هل من تائب؟ هل من مستغفر؟ هل من سائل؟ احمده على فضله المديد الكامل واعتمد على كرمه اعتماد عبد اناخ ببابه الرواحل. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله لا تنقص خزائن ملكه بالعطاء ولا تبرمه المسائل. واشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله. ابتعثه من اشرف القبائل وزينه باكمل الفضائل. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه بالغدو والاصايل. وسلم تسليما لمن اما بعد ايها الناس اتقوا الله واطيعوه وانيبوا اليه وراقبوه. واحرصوا على اعماركم الا تمر بباطل وتفكروا هل ابقت الايام على من قبلكم من الاوائل. انظروا هل حظي مغرور بالامل بطائل؟ وعاد من مضى في امره لهواه بحاصل. وتدبروا امر خطفة الموت. فما الحسرة الا لكل مأخوذ غافل. فهل العيش الا زورة خيال وما الامل الا لمع سراب وخافق ال. وما عدة الدنيا لطلابها الا محال. فيا من ضاع عمره في البطالة والتمادي وجمع المال ولا يبالي من حرام او من ربا او مكوس او اي حال. اما تسمع قول الواحد المتعال يا يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا. اين من اخذ الخراج وجبى وجمع الاموال وخبى. لا يبالي ولو من ربا اسرع المرض اليه طلبا. فلقي لما نصبه نصبا. وكلما فتر ادركه فلبى. ثم دب نحوه الموت دبيب الدبا. يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا. رحل عن دنياه بالشقاء ولا فاز فيها الا اهل التقى فاصبح بيته بعده خرابا. ولحق في البلاء اما وابا. شاء النقلة ام ابى. اسفا له كم لقي وصبا بعد اللهو والصبا اسكنه الموت ربعا خربا. تسفي عليه الدبور والصبا. فاصبح بكف البلا منتهبا الجسد النضير صار كالهبا. طالما تناول الربا فربا. وعلى على تلك الربا. يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا. اين مطاعمه الزائفة؟ اين مشاربه الفائقة؟ ما كانت تعوقه عن اغراضه عائقة. الحل به من الموت بائقة فكانت لهلاكه سببا. يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا. فاياكم اياكم والحرام لا تعمروا به الاجسام فستبلى هذه العظام وتبقى التبعات والاجرام. فالذنب ابا قوم سبى يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا. خلا وحده في حفرته في قبيح زلته وما معه ما نال من لذته ولا اخذ في سفرته اذ ذهب هبا. يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا يا من كلما نصح عن تفريطه عاند وزاد. ستلقى في القبر بغير وساد. وينساك الاهل والاولاد ويبكي عليك الغرباء. يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا. ما ينفعك قريب ولا صديق اذا اغصك السؤال بالريق وحصرت من الثرى في مضيق فهل تطيق هربا يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا ستدخل في خبر كان ويخلو منك المكان. يا مضيع الزمان لهوا وله حاضر قلبك ام قد غاب؟ ام لهذا القول عندك جواب؟ لقد دللتك على الصواب وصدقتك شرح حالك في المآب. فلا تسمع كذبا. يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا الربا. افيكم مان ويقين ا بينكم ارباب خوف ودين؟ اه ثم اه وقع في الصالحين الابا. وعنه صلى الله عليه وسلم انه قال لعن الله اكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه. وقال صلى الله عليه وسلم درهم يأكله الرجل وهو يعلم انه ربا اشد من ست وثلاثين زنية في الاسلام. عنه انه صلى الله عليه وسلم قال الربا سبعون بابا ايسرها مثل ان ينكح الرجل امه. وان من اربى الربا فاستطالة المرء في عرض اخيه. اللهم ارزقنا من الدنيا القناعة من الحلال. واعمر اوقاتنا بالتقى في جميع احوال ووفقنا لحسن الختام عند انقضاء الاجال. وثبتنا بقولك الثابت عند السؤال. واجعل ابرك ايامنا يوم لقائك يا ذا الجلال ان احسن المواعظ واحلاها كلام من خلق الانفس وبراها. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم انتم مؤمنين فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم. لا تظلمون ولا تظلمون بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر استغفروا الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب انه هو الغفور الرحيم