المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في عمارة المسجد ايضا. الحمد لله الذي جعل عمارة المساجد من اعظم شواهد الايمان. وتفضل على عامريها بالخير والكرم والاحسان. وجعل لهم المنازل العالية الطيبة في اعلى الجنان. واشهد ان لا لا اله الا الله وحده الرحيم الرحمن. الواحد الاحد المتفرد بالكمال والعظمة والسلطان. واشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث بالحق الى الانس والجان. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه التابعين لهم باحسان. اما بعد ايها الناس اتقوا الله. قال تعالى انما مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر. من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله. فعسى هؤلاء ان يكونوا من المهتدين. فشهد لمن عمر بيوته التي كي يعبد فيها بالايمان الكامل والعمل الصالح والاخلاص. وذلك سبب لحصول الخيرات والبركات والنجاة من الشرور والخلاص. وقال تعالى في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه. وهذه البيوت هي المساجد. امر الله برفعها وتعظيمها وعمارتها اعانة متعبدين ومساعدة للمصلين القائمين. من وفق لهذا العمل الجليل وهذا المشروع الفاضل الجميل. فقد تنال السعادة والفلاح وحظي بالكرم من الله والبر والنجاح. لهذا تفضل علينا جلالة الملك العظيم ببناء بهذا المسجد الفاخر. وكمله بكل ما يلزمه من اسباب الراحة. وما يرتاح اليه الخاطر. تقربا منه الى الله واعانة للمتعبدين من عباد الله وطمعا فيما صح به الحديث عن رسول الله صلى الله عليه سلم انه قال من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة. وبهذا العمل الجليل يشارك المصابين في اجر صلاتهم والمتعبدين في عبادتهم فان المعين على الخير كفاعله. من غير ان ينقص من اجر الفاعل شيء وعمارة المساجد من اعظم الثلاث التي ينتفع بها العبد في حياته وتبقى له ذخرا واجرا بعد وفاته. قال صلى الله عليه وسلم اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علمي ينتفع به او ولد صالح يدعو له. فما دام هذا المسجد ينتفع به المصلون والمتعبدون فاجر انشائه جار لمن عمره وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. اللهم ابن لمن بنى هذا المسجد المساكن الطيبة في جنات النعيم. ومتعه برضاك والنظر الى وجهك الكريم. اللهم اسبغ النعم الباطنة والظاهرة. واجمع له بين خيري الدنيا والاخرة