المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله خطبة في اثار رحمة الله كيف يحيي الارض بعد موتها. الحمد لله الذي تفضل على عباده بالغيث الغزير واسبغ عليهم من احسانه وكرمه وخيره الكثير. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. واشهد ان محمدا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه اولي الجد في الطاعة والتشمير. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى بفعل امره واجتناب مناهيه وتحببوا اليه بذكر الائه واياده. وتأملوا نعمته بهذا الغيث الذي تابعه عليكم فانبت به الكلأ والعشب الكثير. واحيا به الارض بعد موتها وهو على كل شيء قدير. ارسل الرياح تارت من الارض سحابا فنشره في السماء فالحقته الرياح ماء عذبا وشرابا. واحتلبته بقدرة مرسلها ابى فروى بها الهضاب المرتفعات والسهول. وانبت به الحدائق والنوابت والبقول. واكتست به الارض جمالها وازهرت الرياض والحقول. ان الذي نشر هذه الرحمة لعباده هو الرب الكريم. وان الذي بسط هذا الخير هو الجواد الرحيم. وان الذي احيا الارض بعد موتها هو المقتدر العظيم. ومن اياته انك ترى الارض خاشعة. فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت ان الذي احياها لمحيي الموتى انه على كل شيء قدير. فاعترفوا رحمكم الله بنعمه التي لا تعد ولا تحصى واكثروا من الثناء عليه سرا وجهرا. واستعينوا بها على طاعة المنعم. فبذلك تدوم النعم اقوى وبذلك يتم لكم شكر الملك المولى. وهذا هو المقصود من خلق المكلفين. فان الله امر بما امر المرسلين فقال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا ايحاء وقال يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون. خلقهم لمعرفته وعبادته وادر عليهم الارزاق ليستعينوا بها على طاعته. فمن قام بهذا المقصود فهو من المفلحين. ومن اعرض عن شكر ربه فهو من الخاسرين. اوزعنا الله واياكم شكر نعمه واسبغ علينا من اوسع جوده وكرمه