المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة السادسة فوائد في ضوابط من ايات القرآن جمع الله في هذه الاية على اختصارها توحيد الربوبية وتوحيد العبادة وتوحيد الاسماء والصفات وهي قوله رب السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا وقوله هو الحي لا اله الا هو فادعوه الاية وفي هذه الاية الجزاء على كل خير وكل شر فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وتتضمن الترغيب في الخير والتحذير من ضده وفي هذه الاية بنى الامر بكل اصول الخير والنهي عن اصول الشر ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وجمع في هذه الاية بين الامر بكل خلق جميل خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين وجمع في هذه الاية بين الاخلاص لله والمتابعة للرسول والصدق وتدارك التقصير والتوحيد ولزوم الصراط المستقيم والبشارة بحصول المحبوبات والسلامة من المكروهات وهي قوله ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ان لا اتخافوا ولا تحزنوا الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون وجمع في هذه الاية بين الحقوق الثلاثة حق الله الخاص وحق رسوله الخاص والحق المشترك وهي قوله لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا وذكر في هذه الاية اوقات الصلاة الخمسة اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا وجمع الله اصول الحكمة في قوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا الى قوله ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة الاية وفي قوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا الاية وجمع اوصاف الكمل على وجه التفصيل في قوله وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا الى اخر السورة وجمع الله اصول التوحيد وهي اثبات جميع المحامد والكمالات لله وتنزيهه عما ينقضها او يضادها بوجه من الوجوه في سورة قل هو الله احد وجمع الله الاستعاذة من اصول الشر وانواعها واوقاتها واحوالها في سورة قل اعوذ برب الفلق قل اعوذ برب الناس الى اخرهن وجمع الله بين صفات المفلحين الرابحين وبين صفات الخاسرين في سورة والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وجمع الله بين كمال القرآن لفظا ومعنى ومناسبة وحكمة في قوله ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا وذكر الله اصول العلم الصحيح وهي الدلائل والمسائل في قوله تعالى والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وذكر الله الزاد الحسي والمعنوي واللباس الحسي والمعنوي في قوله تعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير وبين الله اوصاف الرحمة واصولها وفروعها في سورة الرحمن الى اخرها فكلها تفاصيل لمضمون قوله الرحمن واصناف رحمته وحثنا الله على ما يعين على جميع الامور في قوله واستعينوا بالصبر والصلاة وعلى ما يدفع شرور الشياطين في قوله انه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون وذكر الله الاسباب التي تحصل فيها الهداية وهي الاجتهاد في حسن القصد في قوله والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين وفي قوله يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام والاسباب التي تسد على العبد الهداية وتوجب له الضلال والغواية في قوله طريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله وفي قوله ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا وقد جمع الله اصول الايمان والاسلام في قوله قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له وقد جمع الله اصول الشرائع الواجبة في كل شريعة والمحرمات في كل شريعة في قوله تعالى قل امر ربي بالقسط واقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين. الاية وفي قوله قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق ان تشركوا وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون وجمع الله بين العبادة والاستعانة في قوله اياك نعبد واياك نستعين فاعبده وتوكل عليه ولها نظائر في القرآن وفي السنة قوله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ذكر الله ان احكامه في غاية الحسن والاحكام وكذلك مخلوقاته في قوله ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون وفي قوله الذي احسن كل شيء خلقه صنع الله الذي اتقن كل شيء وجمع الله بين اثبات عموم القضاء والقدر وشموله لاعمال المكلفين كما شمل ذواتهم وصفاتهم وبين اثبات مشيئة العبد وانه مختار في افعاله كلها غير مجبور في قوله لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وفيها رد على طائفتي الجبرية والقدرية وذكر الله نفي التمثيل وانه ليس له مثيل في جميع صفاته واثبات صفاته في قوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وفيها رد على طائفتي التشبيه والتعطيل وجمع الله بين تميز الرسول عن البشر بالرسالة والوحي المتضمنين كما لا اوصافه صلى الله عليه وسلم وبين مشاركته للبشر في الصفات البشرية في قوله تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد ففيها رد على الغاليين بالرسول الذين جعلوا له من اوصاف الله او من حقوقه ما ليس له وبين الجافين في حقه بالتكذيب او التنقيص وجمع الله بين الاستدلال بالايات الافقية والنفسية على انه حق ورسوله حق ووعده ووعيده حق في قوله سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ق وبين الاستدلال بالمخلوقات المذكورة على توحيد الخالق وصدق رسله والاستدلال بصفات الخالق على ما يفعله ويشرعه ويحكم ولهذا قال اولم يكفي بربك انه على كل شيء شهيد الا انهم في مرية من لقاء ربهم انا انه بكل شيء محيط ذكر الله ان جميع الكفار الذين دخلوا النار قد خالفوا العقل كما خالفوا السمع وانهم سيعترفون بذلك في قوله كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها الى قوله وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا فيه اصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم ويستدل على يسر الشريعة بقوله تعالى لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وما جعل عليكم في الدين من حرج فهي في ذاتها في غاية اليسر والسهولة ومتى عرض للعبد في بعض الشرائع عجز او نحوه حصل له بالتخفيف ما يناسبه لان المشقة تجلب التيسير