المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الاولى فائدة اصولية اذا قيل لك اخبرني عما تعتقده في باب التوحيد وتوابعه والرسالة والايمان باليوم الاخر فقل اعتقد اعتقادا جازما لا تردد فيه بان الله ربي الذي خلقني ورزقني ودبرني وانعم علي بالنعم الظاهرة والباطنة وانه الهي الذي لا اله الا هو ولا معبود سواه فهو الذي اقصده في عباداتي واخلص له اقوالي وافعالي قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين اليه ارغب في رغباتي واقصد في جميع حاجاتي لا ادعو غيره ولا استعين بسواه فهو ملجئي ومفزعي واليه رجوعي وانتهائي كما منه ابتدائي عليه توكلت واليه انيب واشهد انه الله الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم الى قوله العلي العظيم وانه هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام الى اخر السورة وانه على كل شيء قدير وبكل شيء محيط يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور وانه الاول والاخر والظاهر والباطن الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وانه الظاهر العلي الاعلى فوق عباده بجميع معاني الفوقية والعلو علو الذات وعلو القهر وعلو القدر وانه الغني الحي القيوم الذي قام بنفسه وقام بجميع الموجودات خلقا وحفظا وتدبيرا وانه الحميد الحكيم في كل شيء في جميع مخلوقاته وفي جميع مشروعاته فما خلق شيئا عبثا ولا حكم الا باحسن الاحكام وانه العظيم الذي له جميع معاني العظمة عظمته في ذاته واوصافه وافعاله وعظمته في قلوب انبيائه واصفيائه ومخلوقاته فله الكبرياء والعظمة والمجد والجلال كما ان له الرحمة والبر والكرم والجمال وجميع اوصاف الكمال ونشهد انه الجواد المطلق بجميع انواع الجود والكرم رحمته وسعت كل شيء ولم يخلو مخلوق منها مهما كان وفي كل حال من احواله ولكنه خص اولياءه والمؤمنين به بالرحمة المطلقة التي اسعدتهم في دينهم ودنياهم واخراهم وبها غفر زلاتهم وستر عوراتهم وامن روعاتهم وقبل عباداتهم ودعائهم وبها لطف بهم ويسرهم لليسرى وجنبهم العسرى وانه لا اصدق من الله قيلا وحديثا ولا انفع للعبد من طاعته فالسعادة كلها في طاعته والشقاء في معصيته ونشهد انه التواب للتائبين الذي لا يتعاظمه ذنب ان يغفره قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ونشهد انه الحق وقوله حق وفعله وحكمه حق ووعده ووعيده حق وان ما يدعون من دونه الباطل. وانه هو العلي الكبير وانه الملك المالك وما سواه مملوك له الاسماء الحسنى والصفات الكاملة العظيمة العليا والافعال الجميلة الرشيدة وانه على صراط مستقيم في تدبيره وخلقه وعطائه ومنعه ونشهد ان جميع اعمال الخلق واقوالهم وصفاتهم وايمانهم قد احاط الله بها علما وجرى بها قلمه ونفذ فيها قدره ومشيئته وان حجته قامت على الخلق بما اعطاهم من القدرة والمشيئة والاختيار لافعالهم وانه لم يجبرهم عليها بل هم الفاعلون لها باختيارهم مع انها داخلة في قدره ونشهد بجميع ما انزله من كتاب وارسله من رسول منهم من قص علينا نؤمن به على وجه التعيين والتفصيل لشخصه ولاوصافه التي وصفوا بها في الكتاب والسنة ومنهم من لم يقصصهم علينا نؤمن بهم على وجه الاجمال وانهم انبياؤه وامناؤه على وحيه وانهم صادقون مصدقون ونشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله رحمة للعالمين ونعمة عظيمة على المؤمنين وجمع فيه من الاوصاف الجليلة والاخلاق الجميلة والاعمال الصالحة ما كان لجميع الرسل وانه اكمل الخلق في كل معنى وصفة حميدة واشهد ان ما جاء به القرآن والحكمة حق وصدق لا ريب فيه بوجه من الوجوه وانه خاتم الرسل وامام الخلق وان شريعته اكمل الشرائع لا يستغني العباد عنها في امور دينهم ودنياهم وانه بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وهداهم الى كل خير وهدى وحذرهم من كل شر وردى واشهد ان ما اخبر الله به ورسوله من امور الجزاء والثواب والعقاب والحساب من امور البرزخ والقيامة والجنة والنار وصفات ذلك كله حق وصدق لا ريب فيه واقول على وجه العموم والشمول صدق الله وصدقت رسله في جميع ما اخبر به واخبرت به الرسل كله حق على حقيقته وتمت كلمات ربك صدقا في الاخبار وعدلا في الاحكام القدرية والدينية وامور الجزاء