المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة السادسة والعشرون حكم الرضا بقضاء الله وقدره سئلت عن حكم الرضا بقضاء الله وقدره فاجبت بان ذلك نوعان احدهما فعل الرب وتقديره وحكمه الثاني فعل العبد ويختلف الحكم فيها اما فعل الرب تعالى فهو انواع احدها قضاؤه الديني وحكمه الشرعي فهذا الرضا به واجب من افرض الفروض بل لا يتم الايمان الا به قال تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم ان يكون لهم الخيرة من امرهم فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الى اخر الاية فيجب على كل مؤمن ان يرضى باحكام الله الشرعية ويتلقاها بالقبول والسمع والطاعة ولهذا قال المؤمنون ملتزمين لها سمعنا واطعنا الثاني قضاؤه على عبده فيما يحب العبد من صحة بدنه وسعة رزقه وحصول منافعه واندفاع مضاره فهذا لابد له فيه من الرضا طبعا لانه من مطالب النفوس ولكن يجب في هذا النوع الشكر لله والثناء عليه بما اولى والحذر من الاشر والبطر والطغيان الثالث قضاؤه على عبده المكاره والمصائب فبعض العلماء يرى وجوب الرضا بها واكثر العلماء وهو الصحيح ان الرضا مستحب والرضا فيها غير الصبر فان الصبر واجب بالاتفاق فالصبر الا يتسخطها بقلبه ولا بلسانه ولا بجوارحه فاذا صبر نفسه عن هذا السخط فهو صابر ولو كان قلبه يحب الا تكون المصيبة واما الرضا فهو مع ذلك قلبه راض بها وبما قسم الله غير مختار على ربه وهذا اعلى لانه متضمن الصبر وزيادة طمأنينة القلب والا يكون له ارادة تخالف ما قضاه الله عليه واما فعل العبد وهي الطاعات والمعاصي فيجب الرضا بالطاعات الواقعة منه ومن غيره ومحبتها وكراهة المعاصي الواقعة منه ومن غيره فالرضا والكراهة في هذين النوعين يرجعان الى فعل العبد وذلك راجع الى موافقة الرب في محبته للطاعات وكراهته للمعاصي وحكمه بالتفريق بينهما في احكام الدنيا والاخرة فعلينا ان نوافق الله في ذلك واما من جهة تقدير الله لها وفعل الرب التي نشأت عنه فعلينا ان نرضى بها من هذه الجهة موافقين لربنا في ذلك فانه قضى الخير والشر واحب الخير وكره الشر الواقع بالعباد فبهذا التفصيل يزول الاشكال في هذه المسألة العظيمة التي تحتاج الى فرقان علمي وفرقان عملي ومن لم يفرق هذا التفريق وقع في انواع من الخطأ والجهالات والله اعلم