المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الثانية والثلاثون الايمان يشمل عقائد الدين واعمال القلوب والجوارح توضيح ان الايمان يشمل عقائد الدين واعمال القلوب واعمال الجوارح كما دل عليه الكتاب والسنة واتفق عليه السلف الصالح وبيان ارتباط بعضها ببعض وذلك ان العبد اذا سمع النصوص من الكتاب والسنة الدالة على صفات الله اثباتا ونفيا وعلى تصديق رسوله وعلى الاخبار بكل الغيوب وعلى الامر بالخير والنهي عن الشر فانه يفهمها اولا فاذا فهمها وعرفها اعترف القلب بها وصدقها تصديقا لا ريب فيه تصديقا لله ورسوله وذلك يقتضي محبتها والتقرب الى الله باعتقاد ما دلت عليه والجزم بانه الحق النافع فاذا عرف الله ورسوله واحبه احب كل ما يقرب الى الله وكره كل ما يبغضه ويمقته وحينئذ ينقاد القلب انقيادا جازما لطاعة الله وطاعة رسوله فيقصد ويريد فعل ما يقدر عليه من محبوبات الله من واجب ومستحب قصدا جازما يترتب عليه وجود ما قصده واراده ويقصد اجتناب ما نهى الله عنه ونهى عنه رسوله قصدا جازما يقترن به الترك وهذا هو معنى قوله ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامين من وقول المؤمنين سمعنا واطعنا ومنة الله عليهم بقوله ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان الاية فتبين ان هذه الامور التصديق والاعتراف والحب والانقياد ووجود مقتضى هذا الانقياد متلازمة مرتبط بعضها ببعض اذا تم واحد منها وكمل علم ان جميعها قد كملت واذا انتفى واحد منها بالكلية علم ان جميعها انتفت واذا نقص واحد منها فلنقص في بقيتها فافهم هذا الايضاح في بيان الايمان ولهذا مثل الله الايمان بالشجرة في وجودها وكمالها ونقصها على هذا الوصف الذي ذكرنا والله اعلم