المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الثامنة والعشرون محاورة مع رجل وقع في عيب رجل من اهل الدين وقع رجل في رجل من اهل الدين وجعل يعيبه ويعين بعض ما يعيبه به فقال بعض الحاضرين له اريد ان اسألك هل انت متيقن ما عبته فيه ومن اي طريق اخبرت به ثم اذا كان الامر الذي ذكرته يقينا فهل يحل لك ان تعيبه ام لا اما الاول فاني اعرف انك لم تجالس الرجل وربما انك لم تجتمع به وانما بنيت كلامك على ما يقوله بعض الناس عنه وهذا معلوم انه لا يحل لك ان تبني على كلام الناس وقد علم منهم الصادق والكاذب والمخبر عما رأى والمخبر عما سمع والكاذب الذي يخلق ما يقول فاتضح انه على كل هذه التقادير لا يحل لك القدح فيه ثم ننتقل معك الى المقام الثاني وهو انك متيقن ان فيه العيب الذي ذكرته وقد وصل اليك بطريق يقيني فهل تكلمت معه ونصحته ونظرت هل له عذر ام لا وهل يقبل النصيحة ام لا فقال لم اتكلم معه في هذا بالكلية فقال له هذا لا يحل لك انما يجب عليك اذا علمت من اخيك امرا معيبا ان تنصحه بكل ما تقدر عليه قبل كل شيء ثم اذا نصحته واصر على العناد فانظر هل في عيبك له عند الناس مصلحة وردع ام في ذلك خلاف ذلك وعلى الاحوال كلها فانت اظهرت في عيبك هذا له الغيرة على الدين وانكار المنكر وانت في الحقيقة الذي فعل المنكر وما اكثر من يجري منه مثل هذه الامور الضارة التي يحمل عليها ضعف البصيرة وقلة الورع والله اعلم