المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة التاسعة والعشرون الدعاء هو العبادة قول النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء مخ العبادة او الدعاء هو العبادة انما كان ذلك كذلك لامور منها ان الدعاء فيه التضرع الى الله واظهار الضعف والحاجة الى الله ومنها ان العبادة كلما كان القلب فيها اخشع والفكر فيها حاضرا فهي افضل واكمل والدعاء اقرب العبادات الى حصول هذا المقصود فان حاجة العبد تدفعه الى الخشوع وحضور القلب ومنها ان الدعاء ملازم للتوكل والاستعانة بالله فان التوكل هو الاعتماد بالقلب على الله والثقة به في حصول المحبوبات واندفاع المكروهات والدعاء يقويه بل يعبر عنه ويصرح به فان الداعي يعلم ضرورته التامة الى الله وانها بيد الله ويطلبها من ربه راجيا له واثقا به وهذا هو روح العبادة ومنها ان الداعي لما كان يدعو الله لمصلحته ومنفعته ويطلب من الله حوائجه فربما ظن الظان ان ذلك هو المقصود وانه ان حصلت الحاجة التي دعا لاجلها فقد حصل المراد وان لم تحصل فقد ضاع سعيه وهذا ظن غالط فاخبر صلى الله عليه وسلم انه عبادة لله سواء اجيب العبد الى ما سأل او لم يجب فانه كسب العبادة لله بدعائه كما لو صلى او قرأ او ذكر الله فان حصل مع هذه العبادة التي هي المقصود الاعظم مطلوبه والا فهو غانم ومحصل لعبادة ربه فمن نعمة الله على العبد ان يأمره بالدعاء وتدفعه الحاجات والضرورات الى سؤال الله لتحصل له هذه العبادة العظيمة حتى كان بعض السلف يقول انه تكون لي الحاجة الى الله فادعوه فيفتح لي من لذيذ مناجاته ما اتمنى معه ان حاجتي لم تقضى لما اخشى من انصراف النفس عن هذه المناجاة والعبادة ويقول بعضهم لقد بورك لك في حاجة اكثرت فيها من قرع باب سيدك