المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الثانية والاربعون العفو عن الناس العفو عن الناس اذا اساؤوا اليك كله محمود وخصوصا من لهم حق متأكد من ولادة وقرابة وصداقة ونحوها واخص من ذلك من كانت اساءتهم اليك صادرة عن مقصد حسن هو فيه غالط في اصله او في مقداره وكان بعضهم يقول كل من اساء الي بقول او فعل او اعتراض وقصده بذلك وجه الله او كان قصده مشوبا بعضه لله وبعضه تبع لغرض النفس فهو مني في حل وقد سامحته لله الذي للمسيء الي نوع احتساب وان كان مخطئا او مزورا عليه او بانيا على قول الطائفة التي عرفت بالاعتراض علي فكل هذه الاقسام قد سامحته لله علمت باساءته او جهلتها واما من ليس له من المقاصد الا الاغراض النفسية والعدوان المتمحض الذي يعلمه من نفسه فهذا لا اقابله باساءته وامره الى الله ومن وصل الى هذه الحالة فليحمد الله على هذه النعمة الكبرى وعلى راحة الضمير وعلى كثرة ما يجني من الخير وعلى ما يرجى له من جزاء ربه له ومعاملته له وانه يرجى ان يكمل الله له النواقص ويعفو عما مزج فيه العبد اغراضه وشهواته النفسية مع داعي الاخلاص ويستثنى من هذا الاصل العفو عن المجرم المفسد المتمرد الذي العفو عنه مما يزيده في عتوه وتمرده فالواجب في مثل هذا الردع والزجر بكل ممكن ولعل هذا يؤخذ من القيد الذي ذكره الله بقوله فمن عفا واصلح فشرط الله ان يكون العفو فيه صلاح فاما العفو الذي لا صلاح فيه بل فيه ضده فهو منهي عنه والله اعلم