المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة السابعة والاربعون قوله تعالى يؤتي الحكمة من يشاء الاية قوله تعالى يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا هذا يدل على ان من افضل منن الله على عبده ان يؤتيه الحكمة والحكمة هي اصابة الصواب ووضع الامور مواضعها في العلوم والاعمال ففي العلوم ان يكون العبد عارفا لما تجب او تستحب معرفته معرفة مطابقة للواقع وان يكون تعلمه وتعليمه على طريقة يحصل بها اكمل ما يكون من الوصول الى العلوم بحسب الاستطاعة والمقدور وضد ذلك الجهل البسيط او الجهل المركب الذي لا يعرف وهو لا يعرف انه لا يعرف او نقص العلم او سلوك طرق التعلم والتعليم التي لا توصل اليه او توصل اليه بوجه ناقص فكل هذا مناف للحكمة العلمية واما الحكمة العملية فانه يسلك العبد في عمله الديني او الدنيوي انفع طريق يتم به العمل ففي الدين الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول والاقتصاد في السير وعدم الغلو فيه او التقصير وفي العمل الدنيوي ان يستعمل من الاسباب انسبها اليه واتمها لحصول مقصوده ويسعى سعيا جميلا وبعد حصول ثمرة السبب الدنيوي يسعى في انفاقه فيما ينبغي على الوجه الذي ينبغي من غير اسراف ولا تقتير والله اعلم