المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الرابعة والخمسون فائدة مهمة جدا مغذيات الايمان ينبغي للعبد ان يسعى ويجتهد في عمل الاسباب الجالبة للايمان والمقوية للايمان ومن اعظم ذلك تدبر القرآن فانه يزيد في علوم الايمان وشواهده ويقوي الارادات القلبية ويحث على اعمال القلوب من التوكل والاخلاص والتعلق بالله الذي هو اصل الايمان وكذلك معرفة احوال النبي صلى الله عليه وسلم وسماع احاديثه ومعرفة معجزاته وما هو عليه من الاخلاق والاوصاف وكذلك التفكر في ايات الله ومخلوقاته المتنوعة ولهذا يحث الله على التفكر في ملكوت السماوات والارض وما اودع فيها من الايات والبراهين الدالة على وحدانية الله وصفاته والاء وكذلك التفكر في نعم الله الظاهرة والباطنة الخاصة والعامة فانها تدعو دعاء حثيثا الى الايمان وتقويه فما بالعباد من النعم وما يدفعه من النقم كلما تفكر فيها ازداد ايمانه وقوي يقينه وكذلك النظر في احوال الانبياء والصديقين وخواص المؤمنين ومعرفة احوالهم وتتبع امورهم من اكبر مقويات الايمان ومواد تغذيته وكذلك الضرورات التي تلجأ العبد الى ربه وتحثه على ذكره وكثرة دعائه وما ينشأ عن ذلك من تفريج الكربات واجابة الدعوات وحصول المسار واندفاع المضار كلها من مقويات الايمان ومن اعظم مقويات الايمان ومغذياته اللهج بذكر الله والاكثار من دعائه والانابة اليه في السراء والضراء في جميع النوازل الخاصة والعامة الكبيرة والصغيرة فهي من مغذيات الايمان والايمان يغذيها فكل من الامرين يمد الاخر وكلما ازداد العبد من هذه الامور ومن الرجوع الى الله في كل احواله ازداد ايمانه وكثرت شواهده وازداد العبد بصيرة ويقينا وقوي توكله ومن مغذيات الايمان قوة الصبر على طاعة الله وعن معاصيه وعلى اقداره مع استصحاب التوكل والاستعانة بالله على ذلك بل هو الايمان اصلا وفرعا وغذاء وثمرة فمتى غرست شجرة الايمان في القلب وتأصلت بمعرفة الله ومعرفة ما له من الاسماء الحسنى والصفات العظيمة والتفرد بكل كمال وكل فضل وافضال وانبعثت دواعي الانابة الى الله بذكره ودعائه والرجوع اليه وامتثال امره واجتناب نهيه والصبر على اقداره والرضا به ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا وتعاهد العبد هذه الشجرة بالاوراد الشرعية والوظائف المرتبة وهي اعمال اليوم والليلة ودوام التوبة والاستغفار كل وقت والعزم الجازم على تحقيق الاخلاص لله والمتابعة للرسول والاجتهاد في تحقيق ذلك وتنقية القلب من كل ما يضاد ذلك من رياء وفخر وعجب وكبر وتيه ومن غل وحقد وغش مما ينافي النصيحة ومحبة الخير للمسلمين وتعاهدها ايضا ببذل ما يستطيعه العبد من النفع للعباد من تعليم ونصيحة لهم في دينهم ودنياهم وتوجيه لهم الى الخير بحسب احوالهم ودعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة بحسب قدرته واستطاعته وبحسب الظروف التي هو فيها متى وفق لذلك كله؟ اتت هذه الشجرة اكلها كل حين باذن ربها والله تعالى هو الموفق وحده المحمود وحده الذي لا ملجأ للعبد ولا منجى منه الا اليه ولا حول ولا قوة الا به وهو المرجو في كل الامور واليه المفزع والمشتكى وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه ينيب