المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الرابعة والستون الدعاء لوازمه ومتمماته الادعية القرآنية والنبوية الامر بها او الثناء على الداعين بها يستتبع لوازمها ومتمماتها فسؤال الله الهداية يستدعي فعل جميع الاسباب التي تدرك بها الهداية العلمية والعملية وسؤال الله الرحمة والمغفرة يقتضي مع ذلك فعل الممكن من الاسباب التي تنال بها الرحمة والمغفرة وهي معروفة في الكتاب والسنة واذا قال الداعي اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي الى اخره يقتضي في هذا الطلب والالتجاء الى الله ان يسعى العبد في اصلاح دينه بمعرفة الحق واتباعه ومعرفة الباطل واجتنابه ودفع فتن الشبهات والشهوات ويقتضي ان يسعى ويقوم بالاسباب التي تصلح بها دنياه وهي متنوعة بحسب احوال الخلق واذا قال الداعي رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي اني تبت اليك واني من المسلمين فمع هذا التضرع الى الله يسعى في شكر نعم الله عليه وعلى والديه اعترافا وثناء وحمدا واستعانة بها على طاعته وتعرف الاعمال الصالحة التي ترضي الله والعمل بها والسعي في تربية الذرية تربية اصلاحية دينية وهكذا جميع الادعية صريحة في الاتكال والتضرع الى الله والالتجاء اليه في حصول المطالب المتنوعة وصريحة في الاجتهاد في فعل كل سبب ينال به ذلك المقصود فان الله تعالى جعل للمطالب كلها اسبابا بها تنال وامر بفعلها مع قوة الاعتماد على الله والدعاء يعبر عن قوة الاعتماد على الله ولهذا كان الدعاء رح العبادة ومخها واذا سأل العبد ربه ان يتوفاه مسلما وان يتوفاه مع الابرار كان سؤالا لحسن الخاتمة ويستدعي فعل الاسباب والتوفيق للاسباب التي تنال بها الوفاة على الاسلام ولهذا يقول الله تعالى ولا تموتن الا وانتم مسلمون وذلك بفعل الاسباب والاعتماد على مسببها والله اعلم