المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الخامسة والستون العلوم قسمان العلوم قسمان علوم نافعة تزكي النفوس وتهذب الاخلاق وتصلح العقائد وتكون بها الاعمال صالحة مثمرة للخيرات وهي العلوم الشرعية وما يتبعها مما يعين عليها من علوم العربية والنوع الثاني علوم لا يقصد بها تهذيب الاخلاق واصلاح العقائد والاعمال وانما يقصد بها المنافع الدنيوية فقط فهذه صناعة من الصناعات وتتفاوت بتفاوت منافعها الدنيوية فان قصد بها الخير وبنيت على الايمان والدين صارت علوما دنيوية دينية وان لم يقصد بها الدين صارت علوما دنيوية محضة لا غاية شريفة لها بل غايتها دنية ناقصة جدا فانية وربما ضرت اهلها من وجهين احدهما قد تكون سببا لشقائهم الدنيوي وهلاكهم وحلول المثلات بهم كما هو مشاهد في هذه الاوقات حيث صار ضرر العلوم التي احدثت المخترعات والاسلحة الفتاكة شرا عظيما على اهلها وغيرهم والثاني ان اهلها يحدث لهم الزهو والكبر والاعجاب بها وجعلها هي الغاية المقصودة من كل شيء فيحتقرون غيرهم وتأتيهم علوم الرسل التي هي العلوم النافعة فيدفعونها ويتكبرون عنها فرحين بعلومهم التي تميزوا بها عن كثير من الناس فهؤلاء ينطبق عليهم اتم الانطباق قوله تعالى فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم اريحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون فنعوذ بالله من علم لا ينفع