المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الرابعة والسبعون نصيحة للولاة والامراء كتب رجل كتابا الى بعض الامراء فقال بعد افتتاح الكتاب بعده الداعي لهذا بذل النصيحة والتذاكر في امر اغلب الامراء والولاة في غفلة عنه اما جهلا واما تهاونا وعدم اعتناء وذلك ان ولاية الامارة كبيرة كانت او صغيرة من ضرورات الناس ومن الواجبات الشرعية لما يترتب عليها من المصالح الكثيرة ودفع المفاسد المتنوعة فيجب على من تولى على الناس ان يتخذ الولاية دينا وقربة يتقرب بها الى الله ووسيلة يتوسل بها الى اقامة الشرع والعدل وان يجتهد في تحقيق هذه النية ويخلص لله فيها ويستعين بالله على اقامة ما يتعلق بولايته من الواجبات العامة والخاصة فبذلك يعينه الله وبذلك تهون عليه المشاق المعترضة في اقامة العدل وبذلك تعلو درجته عند الله ويعلو مقامه عند الخلق وبذلك يمكنه الله ويدفع عنه الاعداء من الحاسدين وغيرهم ولا يشتبه الموفق باغلب الناس الذين لا غرض لهم من نيل الولاية امارة او غيرها الا الترؤس والتوسل الى المآكل والاطماع الضارة فان هذا هبوط واهمال لما فرض على العبد وطريق الى معاص كثيرة واعتداء على الخلق لتحصيله اغراضه الفاسدة الضارة ومع ذلك فمن كانت هذه حاله الغالب ان تكون عاقبته اسوأ العواقب وطريقته شر الطرائق فما اولى بالعبد ان ينظر الى واجبه الحاضر والى ما يقربه الى مولاه والى العواقب المتأخرة المترتبة على سلوك طريق العدل او على ضده نسأل الله تعالى الا يكلنا واياكم الى انفسنا طرفة عين وان يمدنا واياكم بمعونته وتوفيقه