المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الخامسة والسبعون تأييد الله لخواص عباده قوله تعالى في حق خواص المؤمنين وايدهم بروح منه هذا التأييد من الله لهم من تأييدهم بالاسباب التي نالوا بها مراتب الايمان فايدهم بقوة نالوا بها العلم وبقوة نالوا بها اليقين والايمان وبقوة نالوا بها الصبر والتوكل والخوف والرجاء والانابة وبقوة قاموا بها بالجهاد فالله تعالى هو المتفضل عليهم بالسبب وسبب السبب كما انه المتفضل عليهم بالجزاء على ذلك فمنه الفضل السابق واللاحق وبتأييده لهم بالاسباب ومسبباتها تمت عليهم النعمة كما قال تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم وبهذا وبقوله تعالى يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام تعرف حكمة الله في تأييده هؤلاء الخواص بمعالي الاخلاق ومحاسن الاعمال كما ان مثل قوله تعالى فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله الاية يعرف بها حكمة الله في عدم هداية الذين اختاروا الشقاء والضلالة على السعادة والهدى وولاية الشياطين على ولاية رب العالمين فكان من الحكمة الربانية التي يحمد الله عليها اكمل حمد انه ولى هؤلاء الاشقياء ما تولوه واختاروه لانفسهم وانهم حين جاءهم الهدى والحق فردوه ولم يؤمنوا به قلب الله قلوبهم وختم عليها فله الحمد على ذلك كما له الحمد على فضله واحسانه