المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الخامسة والثمانون رد المتشابهات الى المحكمات قسم الله اصول الايات المحكمات والمتشابهات قسمين قال تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا اه الاية فاخبر بالسبب والغاية في كل من القسمين اما الذين في قلوبهم زيغة فهم يتبعون المتشابه ويدعون المحكم وذلك لزيغ قلوبهم وانحرافها وقصدها الفاسد مالت الى هذا العمل المنحرف وغايتها اخس الغايات ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله على غير المراد منه واما الراسخون في العلم فالسبب في استقامتهم رسوخهم في العلم في كماله وتحقيقه وايمانهم الصحيح فالعلم والايمان الذي في قلوبهم اثمر لهم هذه الفائدة الحميدة وهو الايمان بكل من المحكم والمتشابه لعلمهم انهما من عند الله وما كان من عند الله فهو حق والحق يصدق بعضه بعضا ولا تناقض فيردون المتشابه المحتمل للوجهين الى المحكم الواضح فيصير الجميع محكما ويزول الاشتباه اذا رد المتشابه الى المحكم وكذلك امثلة كثيرة منها الاية التي بعدها في قولهم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا في القرآن عدة ايات فيها الاخبار بانه يضل من يشاء ويهدي من يشاء فهي وحدها ربما يظن الغالط ان هدايته لمن اهتدى واضلاله من ضل لمجرد المشيئة ومحض الارادة وانها غير مقرونة بالحكمة وهذا ظن خاطئ فقد اخبر في ايات كثيرة ان الهداية لها اسباب وكذلك الاضلال كقوله يهدي به الله من اتبع رضوانه وقوله فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة الى غيرها من الايات الدالة على ربط هدايته واضلاله بالحكمة البالغة التي يحمد عليها ويثنى عليه بها ويعلم انه ما وضع هدايته الا في محلها ولا اضل الا من اختار لنفسه طريق الغي والضلال وانه ولاه ما تولى لنفسه ومثل ذلك الاخبار بانه يرزق من يشاء ويبسط الرزق ويقدره على من يشاء مع ذكر الاسباب التي يحصل بها هذا وهذا ونحو ذلك والله اعلم