المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفائدة الثانية والاربعون والمئة وصية رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لامير الجيش عند الغزو في حديث بريدة ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذا بعث اميرا على جيش اوصاه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا وقال اغزوا بسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله وغزو ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا الحديث في الصحيح جمع صلى الله عليه وعلى اله وسلم في هذا الحديث الجليل جميع ما يلزم لامير الجهاد واداب الجهاد وحدوده وشروطه ومكملاته ونهى عن كل ما يخل به او ينقصه فاوصى الامير بامرين لزوم تقوى الله التي هي النجاة والعصمة في الدنيا والاخرة وهي السبب في حصول الخيرات وفي دفع الشرور والافات وفي النجاة من المكاره والهلكات والثاني وصاه بمن معه من المسلمين خيرا وذلك شامل لبذل كل ما يستطيع من نفعهم في دينهم ودنياهم والرفق بهم والاحسان اليهم والحنو عليهم فان الامير متى اجتمع له الامران تم امره وصلاحه واستقامت له الامور ويسره الله لليسرى وجنبه العسرى واما قوله اغزوا بسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله فهو وصية للجيش كلهم امرهم ومأمورهم بالاستعانة بالله والاخلاص والمتابعة والاصابة وبهذه الامور الاربعة تكمل هذه العبادة فقول بسم الله اي استعينوا بربكم واعتمدوا عليه وتوكلوا على حوله وقوته في غزوكم وجهادكم وقوله في سبيل الله هذا هو الاخلاص وسبيل الله هو الطريق الموصل اليه وهو القتال لتكون كلمة الله هي العليا ويتضمن ايضا المتابعة ثم قوله قاتلوا من كفر بالله اي قاتلوا الكفار لا المسلمين لاجل كفرهم وحرابهم وصدهم عن سبيل الله ثم نهاهم عما يضاد ذلك وهو قوله لا تغلوا الى اخر ذلك فان هذه المذكورات من اكبر القوادح في الجهاد ومن اسباب الضعف وفشل المسلمين واسباب انتصار العدو عليهم فهذا الحديث الشريف محتوي على الاسباب النافعة والحث عليها وبيانها وعلى التحذير من الموانع الضارة والله اعلم