المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفصل الرابع في فوائد الصوم. قال تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من مقابلكم لعلكم تتقون. المحتوية على فوائد كثيرة وهي قوله لعلكم تتقون. اي ليكون الصيام وسيلة لكم الى حصول التقوى ولتكونوا بالصيام من المتقين. وذلك ان التقوى اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من فعل المحبوبات لله ورسوله وترك ما يكرهها الله ورسوله. والصيام هو الطريق الاعظم لحصول هذه الغاية الجليلة التي توصل العبد الى السعادة والفلاح ان الصائم يتقرب الى الله بترك ما تشتهيه نفسه من طعام وشراب وتوابعها. تقديما لمحبة الله على محبة النفس. وكذلك اختصه الله من الاعمال. فقال الصوم لي وانا اجزي به. وبالصيام يزداد الايمان ويتمرن العبد على الصبر النفسي الدافع لاندفاع النفس البهيمية في في شهواتها الضارة وبالصيام يستعين العبد على كثير من العبادات من صلاة وقراءة وذكر وصدقة. ويردع النفس عن الوقوع في الامور المحرمة من اقوال وافعال وذلك من اصول التقوى. وبالصيام يعرف العبد نعمة الله عليه في اقداره على ما يتمتع به من مأكل ومشرب منكح وتوابعها. فبالامتناع منها في وقت وحصول المشقة بذلك واباحته في بقية اوقاته. يذوق طعم الجوع والظمأ ويعرف دار النعمة ويحنو على اخوانه المعدمين الذين لا يكادون يجدون القوت دائما. وبالصيام يكون العبد صابرا على الطاعات وعن المخالفات. وعلى اقدار الله المؤلمة بصبره على المفطرات التي يؤلم النفس تركها. ويكون من الشاكرين لله بمعرفة مقدار نعمة الله عليه بالسعة والغنى وبنعمته الكبرى بتوفيقه للصيام. ان نعم الله الدينية اكبر من نعمه الدنيوية. وقد اخبر صلى الله عليه وسلم ان الصيام احد ما الاسلام الخمسة وانه يكفر الذنوب المتقدمة كلها. وان الله يحبه ويرضى عن صاحبه ويعطيه اجرا عظيما. وان من صام رمضان ثم اتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر. ومن صام من كل شهر ثلاثة ايام فكذلك. فان الحسنة بعشر امثالها وذلك يعدل صيام الدهر فضلا من الله ومنه ومن تيسير الله للصيام وتسهيله ان الله شرعه في وقت واحد وشهر واحد المسلمون كلهم على صيامه وتهون المشقة باشتراكهم في الصيام فان الاشتراك في العبادة له نفع عظيم ومساعدة جسيمة ولله في العبادات حكم واسرار ولطف كبير. واما منافع الصيام البدنية فقد ذكر الاطباء انه يحفظ الصحة ويذيب الفضلات ويريح القوى ويرد اليها قوتها. وهو من افضل انواع الحمية عن تناول ما يؤذي البدن. فهو جامع لمصالح الدين والدنيا والاخرة والله اعلم