المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله واحد اصول من العقيدة المسماة بالتدميرية لشيخ الاسلام. واحد فلابد للعبد ان يثبت لله ما يجب اثباته له من الكمال وينفي عنهما يجب نفيه مما يضاد هذه الحال. ولابد له في احكامه ان يثبت خلقه وامره. فيؤمن بخلقه المتضمن كمال قدرته وعموم مشيئته. ويثبت امره المتضمن بيان ما يحبه ويرضاه من القول والعمل. ويؤمن بشرعه وقدره ايمانا قليلا من الزلل وهذا يتضمن التوحيد في عبادته وحده لا شريك له وهو التوحيد في القصد والارادة والعمل. والاول يتضمن التوحيد في العلم والقول نام والله سبحانه بعث رسله باثبات مفصل ونفي مجمل فاثبتوا لله الصفات على وجه التفصيل ونفوا عنهم ما لا يصلح له من التشبيه والتمثيل. ثلاثة القول في الصفات كالقول في الذات. فان الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في باسمائه ولا في صفاته ولا في افعاله. فاذا كان له ذات حقيقية لا تماثل الذوات. فالذات متصفة بصفات حقيقية لا تماثل سائر الصفات. اربعة القول في بعض الصفات كالقول في بعض. خمسة. فالسلف والائمة اتباعهم امنوا بما اخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الاخر مع علمهم بالمباينة التي بينما في الدنيا والاخرة. وان مباينة الله لخلقه اعظم. ستة. والله تعالى لا تضرب له الامثال التي فيها مماثلة لخلقه. فان الله لا مثل له. بل له المثل الاعلى. فلا يجوز ان يشرك هو والمخلوقات في قيام تنفيذ ولا في قياس شمول تستوي افراده ولكن يستعمل في حقه المثل الاعلى وهو انه كل ما اتصف به المخلوق من كمال الخالق اولى به. وكل ما ينزه عنه المخلوق من نقص فالخالق اولى بالتنزيه عنه. سبعة وينبغي ان يعلم ان النفي ليس فيه مال ولا مدح الا اذا تضمن اثباتا. وكل ما نفى الله عن نفسه من النقائص ومشاركة احد له في خصائصه. فانها تدل على فاثبات ضدها من انواع الكمالات. تمانية ما اخبر به الرسول عن ربه فانه يجب الايمان به. سواء عرفنا معناه او لم نعرفه. لانه صادق المصدوق فما جاء في الكتاب والسنة وجب على كل مؤمن الايمان به. وان لم يفهم معناه وكذلك ما ثبت باتفاق سلف الامة ائمتها مع ان هذا الباب يوجد عامته منصوصا عليه في الكتاب والسنة. متفق عليه بين سلف الامة. وما تنازع فيه المتأخرون نفيا واثبات فليس على احد بل ولا له ان يوافق على اثبات لفظه او نفيه حتى يعرف مراده فان اراد حقا قبل وان اراد باطلا ان نرد وان اشتمل كلامه على حق وباطل لم يقبل مطلقا ولم يرى الجميع معناه. بل يوقف اللفظ ويفسر المعنى. تسعة. سئل الامام مالك رحمه الله وغيره من السلف عن قوله الرحمن على العرش استوى كيف الاستواء؟ وقال الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة فبين ان الاستواء معلوم. وان كيفية ذلك مجهول. وهذا يقال في كل ما وصف الله به نفسه. عشرة والله تعالى الا لا يعلم عباده الحقائق التي اخبر عنها من صفاته وصفات اليوم الاخر. ولا يعلمون حقائق ما اراد بخلقه وامره. فيجب الايمان بان الله خالق كل شيء وربه ومليكه. وانه على كل شيء قدير. وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. ولا حول ولا قوة الا الا بالله فقد علم ما سيكون قبل ان يكون. وقدر المقادير وكتبها حيث شاء احد عشر. ويجب الايمان بان الله امر بعبادته وحده لا شريك له كما خلق الجن والانس لعبادته. وبذلك ارسل رسله وانزل كتبه وعبادته تتضمن كمال الذل والحب له. وذلك تضمنوا كمال طاعته اثنى عشر فما اخبرت به الرسل من تفاصيل اليوم الاخر وامرت به من تفاصيل الشرائع لا يعلمه الناس بعقولهم كما ان ما اخبرت به الرسل من تفصيل اسماء الله وصفاته لا يعلمه الناس بعقولهم وان كانوا يعلمون بعقولهم جمل ذلك ثلاثة عشر المؤمن مأمور بان يفعل المأمور ويترك المحظور ويصبر على المقدور. اربعة عشر وجماع ذلك انه لابد له في الامر من اصلين ولابد له في القدر من اصلين. ففي الامر عليه الاجتهاد في امتثال الامر علما وعملا. فلا يزال يجتهد في العلم بما امر الله به والعمل بذلك. ثم عليه ان يستغفر ويتوب من تفريطه في الامر وتعديه للحدود. واما في القدر فعليه ان يستعين بالله في فعل ما امر به ويتوكل عليه ويدعوه ويرغب اليه ويستعين به ويكون مفتقرا اليه في طلب الخير وترك الشر. وعليه ان يصبر على مقدور ويعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. واذا اذاه الناس علم انه مقدر عليه خمسة عشر على العباد ان ينظروا الى القدر في المصائب وان يستغفروا من المعايب ستة عشر. وقد جمع الله بين هذين الاصلين العبادة والتوكل كلي في غير موضع كقوله اياك نعبد واياك نستعين فاعبده وتوكل عليه. فما لم يكن بالله لا يكون فانه لا حول ولا لا قوة الا بالله وما لم يكن لله لا ينفع ولا يدوم. ولابد في عبادته من اصلين. اخلاص الدين لله وموافقة امره الذي بعث به رسله