المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله سبعة عشر ومن رسالة نقض المنطق اربعة وسبعون ومئتان ذكر الله يعطي الايمان وهو اصل الايمان. والله سبحانه هو ورب كل شيء ومليكه وهو معلم كل علم وواهبه. فكما ان نفسه اصل لكل شيء موجود. فذكره والعلم به اصل لكل علم وذكره في القلب والقرآن يعطي العلم المفصل فيزيد الايمان كما قال جندب وغيره من الصحابة تعلمنا الايمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا ايمان خمسة وسبعون ومئتان. والعبد مفتقر الى ما يسأله من العلم والهدى. طالب سائل. فبذكر الله والافتقار اليه يهديه الا هو يدله ستة وسبعون ومئتان. ومما يوضح ذلك ان الطالب للعلم بالنظر والاستدلال والتفكر والتدبر لا يحصل له ذلك ان لم ينظر في دليل يفيده العلم بالمدلول عليه. ومتى كان العلم مستفادا بالنظر فلابد ان يكون عند الناظر من العلم المذكور الثابت في قلبه؟ ما لا يحتاج حصوله الى نظر فيكون ذلك المعلوم اصلا وسببا للتفكر الذي يطلب به معلوما اخر. ولهذا كان الذكر متعلقا بالله انه سبحانه هو الحي المعلوم. وكان التفكر في مخلوقاته لان التفكير والتقدير يكون في الامثال المضروبة والمقاييس. وذلك يكون في الامور المتشابهة وهي المخلوقات. واما الخالق فليس له شبيه ولا نظير. فالتفكر الذي مبناه على القياس ممتنع في حقه. وانما هو معلوم بالفطرة فيذكره العبد وبالذكر وبما اخبر به عن نفسه يحصل للعبد من العلم به امور عظيمة لا تنال بمجرد التفكير والتقدير اعني من العلم به نفسه فانه الذي لا تفكير فيه. فاما العلم بمعاني ما اخبر به ونحو ذلك. فيدخل فيها التفكير والتقدير كما جاء به الكتاب والسنة سبعة وسبعون ومئتان. لا تجد من يلزم نفسه ان ينظر في علوم المنطق ويناظر به الا فاسد النظر والمناظرة كثير العجز عن تحقيق علمه وبيانه. ثمانية وسبعون ومئتان والحذاق من اهله لا يلتزمون قوانينه في كل علومهم بل يعرضون عنها اما لطولها واما لعدم فائدتها واما لفسادها واما لعدم تميزها. وما فيها من الاجمال والاشتباه وما زال اباء المسلمين يذمونه ويذمون اهله وينهون عنه وعن اهله تسعة وسبعون ومئتان. ومن المعلوم ان الامور الدقيقة سواء كانت حقا او باطلا ايمانا او كفرا لا تعلم الا بذكاء وفطنة واهله يستجهلون من لم يشركهم في علمهم وان كان ايمانه احسن انا من ايمانهم اذا كان فيه قصور في الذكاء والبيان وهم كما قال تعالى ان الذين اجرمو كانوا من الذين الذين امنوا يضحكون واذا مروا بهم يتغامزون. واذا انقلبوا الى اهله منقلبوا فكهين. واذا رأوهم قالوا ان انها ارسلوا عليهم حافظين فاليوم الذين امنوا من الكفار يضحكون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون. ولهذا لما تفطن كثير منهم لما فيه من الجهل والضلال صاروا يقولون. النفوس القدسية تفيض عليها المعارف بدون الطريق القياسية وهم متفقون على ان من النفوس من يستغني عن وزن علومها بالموازين الصناعية المنطق لكن قد يقولون هو حكيم بالطبع ثمانون ومئتان. وعلوم الانبياء اذا اعترفوا انها حق. فانهم يعترفون انه لا يمكن ان توزن بميزان صناعتهم. فقد اعترفوا ان من الحق ما لا يوزن بميزان منطقهم. وان قالوا لا ندري احق هي ام اطل اعترفوا بان اعظم المطالب واجلها لا يوزن بميزان منطقهم. ومن المعلوم ان موازين الاموال لا يقصد ان يوزن بها حطب والرصاص دون الذهب والفضة. وامر النبوات وما جاءت به الرسل اعظم في العلوم من الذهب في الاموال. فهو ميزان جاهل بحسب اعتراف اهله يجور في وزنه واكثر الحقائق النافعة يعترفون انه لا سبيل الى وزنه بها. فهي يوزن بها المتاع الخسيس دون الحقائق النافعة والامر النفيس الذي ليس للنفوس عنه عوض وليس سعادتها الا فيه. فهم لم يزنوا بالقسطاس المستقيم ولم استدلوا بالايات البينات التي هي العلوم الحقيقية. والحكمة اليقينية التي فاز بالسعادة عالمها وخاب بالشقاوة جاهلها واحد وثمانون ومئتان واهل المنطق متفقون على انه لا يفيد الا امورا كلية مقدرة في الذهن. لا يفيد العلم بشيء منها موجود محقق في الخارج الا بتوسط شيء اخر غيره. والامور الكلية الذهنية ليست هي الحقائق الخارجية ولا هي ايضا علما بالحقائق الخارجية اذ لكل موجود حقيقة يتميز بها عن غيره هو بها هو. وتلك ليست كلية. فالعلم بالامر المشترك لا يكون علما بها فلا يكون في القياس المنطقي علم بحقيقة شيء من الاشياء وهو المطلوب. ويطعنون في قياس التمثيل وهو في التحقيق ابلغ في افادة العلم واليقين من قياس الشمول. وان كان علم قياس الشمول اكثر فذاك اكبر. فقياس التمثيل في القياس العقلي كالبصر في العلم الحسي وقياس الشمول كالسمع في العلم الحسي. ولا ريب ان البصر اعظم واكمل. والسمع اوسع واشمل. اثنان وثمانون ومئتان وايضا فلا تجد احدا من اهل الارض حقق علما من العلوم وصار اماما فيه مستعينا بصناعة علم المنطق لا من العلوم الدينية ولا ثلاثة وثمانون ومئتان وخصوصا العلوم الموروثة عن الانبياء صرفا. فهي اجل واعظم من ان يكون لاهلها التفات الى المنطق كحال الصحابة والتابعين وائمة الهدى اربعة وثمانون ومئتان. وادخال المنطق في العلوم الصحيحة يطول العبارة ويبعد تارة ويجعل القريب من العلم بعيدا واليسير منه عسيرا. ولا يفيد الا كثرة الكلام والتشقيق مع قلة العلم والتحقيق. فعلم انه من اعظم حشو الكلام وابعد الاشياء عن طريق ذوي الاحلام. خمسة وثمانون ومئتان. وقد ذكر الله في القرآن كثيرا من الايات التي يذكر فيها اقوال اعداء الرسل وافعالهم وما اتوه من قوى الادراكات والحركات وانهم لم تنفعهم لما عارضوا بها ما جاءت به الرسل فما اغنت اسماعهم وابصارهم ولا افئدتهم من شيء. لما جاء امر ربك وما زادهم غير تبيب. ستة وثمانون ومئتان والامور الموجودة المحققة تعلم بالحس الباطن والظاهر وتعلم بالقياس التمثيلي وتعلم بالقياس الذي ليس فيه قضية كلية ولا شمول ولا عموم بل تكون الحدود الثلاثة فيها الاصغر والاوسط والاكبر اعيانا جزئية والمقدمتان والنتيجة قضايا جزئية وعلم هذه الامور المعينة بهذه الطرق اصح واوضح واكمل