المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله احد عشر من التسعينية ثلاثة وعشرون ومئة. على الناس ان يجعلوا كلام الله ورسوله هو الاصل الامام المقتدى به. سواء فهموا معناه او لم يفهموه فيؤمنون بلفظ النصوص وان لم يعرفوا حقيقة معناها. واما ما سوى كلام الله ورسوله فلا يجعل اصلا بحال اربعة وعشرون ليس لاحد ان يلزم الناس او يوجب عليهم الا ما اوجبه الله ورسوله ولا يحذر عليهم الا ما حظره الله ورسوله. ومن فعل ذلك قد شرع من الدين ما لم يأذن به الله خمسة وعشرون ومئة. الاعتقاد الذي يجب على المؤمنين خاصتهم وعامتهم ويعاقب تاركوه هو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم فاخبر به وامر بالايمان به دون ما قاله غيره. ستة وعشرون ومئة. لا ريب ان من لقي الله بالايمان بجميع ما جاء به الرسول مجملا مقرا بما بلغه من تفصيل الجملة غير جاحد بشيء من تفاصيلها. ان يكون بذلك من المؤمنين اذ الايمان بكل فرد من تفصيل ما اخبر به الرسول وامر به غير مقدور للعباد. اذ لا يوجد احد الا وقد خفي عليه بعض ما قاله الرسول ولهذا يسع الانسان في مقالات كثيرة لا يقر فيها باحد النقيضين لا ينفيها ولا يثبتها. اذ لم يبلغه ان الرسول فاه او اثبتها سبعة وعشرون ومئة. ومن اعظم اسباب بدع المتكلمين من الجهمية وغيرهم. قصورهم في مناظرة الكفار والمشركين انهم يناظرونهم ويحاجونهم بغير الحق والعدل لينصروا الاسلام. زعموا بذلك فيتسلط عليهم اولئك لما فيهم من الجهل والظلم ويحاجونهم بممانعات ومعارضات فيحتاجون حينئذ الى جحد طائفة من الحق الذي جاء به الرسول والظلم والعدوان اخوانهم المسلمين بما استظهر عليهم اولئك المشركون. فصار قولهم مشتملا على ايمان وكفر وهدى وضلال ورشد وغي. وجمع بين النقيضين فصاروا مخالفين للكفار والمؤمنين. ثمانية وعشرون ومئة. من اظهر العلوم الفطرية الضرورية التي علمها بنو ادم وجوب قيام الاوصاف بالموصوف وامتناع قيامها بغيره. تسعة وعشرون ومئة. الذي يجب على الانسان اعتقاده في كلام الله ان القرآن الذي انزله على رسوله كلام الله وانه منزل غير مخلوق منذ بدا واليه يعود ثلاثون ومئة وهو كلام الله حروفه ومعانيه واحد وثلاثون ومئة. ولم يقل احد من السلف ان القرآن قديم. وانه لا يتعلق بمشيئته وقدرته. بل هو صفة الله يتعلق مشيئته وقدرته