المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ثمانية وخمسون ومن روضة المحبين ثلاثة عشر والف. ما حرم الله على عباده شيئا الا عوضهم خيرا منه. كما حرم الاستقسام الازلام وعوضهم عنه الاستخارة وحرم الربا وعوضهم عنه التجارة الرابحة وحرم القمار واعاضهم عنه المسابقة النافعة عليهم الحرير وعوضهم انواع الملابس الفاخرة وحرم الزنا واللواط واعاضهم منها بالنكاح والتسري بالنساء الحسان. حرم عليهم ان شرب الخمر واعاضهم عنه الاشربة اللذيذة المتنوعة وحرم الات اللهو وعوضهم عنه سماع القرآن وحرم الخبائث في المطاعم وعوضهم عنها الطيبات. فمن تلمح هذا وتأمله هان عليه ترك الهوى المردي. واعترض عنه بالنافع المجدي وعرف حكمة الله ورحمته في الامر والنهي اربعة عشر والف. كل لذة اعقبت الما او منعت لذة اعظم منها. فليست بلذة في الحقيقة وان غالطت النفس في الالتذاذ بها. وهذه هي لذة الكفار والفساق بعلوهم في الارض وفسادهم وفرحهم بغير الحق ومرحهم. واما اللذة التي اتعقب الما في دار القرار ولا توصل الى لذة هناك فهي لذة باطلة اذ لا منفعة فيها ولا مضرة وزمنها يسير ليس تمتع النفس بها قدر ولابد ان تشغل عما هو خير وانفع منها. وكل لذة اعانت على لذات الاخرة. فهي محبوبة مرضية للرب فصاحبها يلتذ بها من وجهين من جهة تنعمه بها ومن جهة ايصالها الى مرضات ربه وافضائها الى لذة اكمل منها